114

Samt Nujum

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Baare

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

taariikh
يرونهم فازدادوا إِيمَانًا كَمَا تقدم ذكر ذَلِك ثمَّ اختفى هود بِمن مَعَه فأبصر عوج قوم هود ﵇ الْكَافرين فَقطع من الْجَبَل قِطْعَة على قدر الْعَسْكَر على عَاتِقه فألقاها على الْعَسْكَر فَقتل كل من وَقعت عَلَيْهِ وَكلما انفلت وَاحِد مِنْهُم أَخذ كفا من تُرَاب فدفنه فِيهِ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك صَاح الْبَاقُونَ يَا عوج نَحن أَصْحَابك قتلتنا وَتركت هودا فَقَالَ إِنَّمَا جِئتُكُمْ لأهْلك لكم عسكرًا وَلم أجد غير هَذَا فَقَالُوا إِن هودًا سحر اعيننان فيرونا وَنحن لَا نراهم وَإِنَّمَا جِئْنَا بك لتَكون عونًا لنا وَإِذا كَانَ الْأَمر كَذَلِك فَانْصَرف عَنَّا فتركهم وَانْصَرف وَكَذَلِكَ أَرَادَ أَن يعْمل بِقوم مُوسَى فِي التيه فَإِنَّهُ وقف على عَسْكَرهمْ وهم لَا يعشرُونَ وَكَانَ فرسخين فِي فرسخين فَقطع من الْجَبَل قِطْعَة ليطقبها عَلَيْهِم فَأرْسل الله تَعَالَى هدهدًا فِي منقاره حجر مذرب من ججر السامور فَضرب وسط الْحجر بِالْحجرِ فَوَقع فِي عُنُقه وَأخْبر الله مُوسَى فَخرج بعصاه إِلَيْهِ وَكَانَ طول مُوسَى عشرَة أَذْرع وَعَصَاهُ مثلهَا ونزا من الأَرْض مثلهَا وضربه على أَسْفَل كَعبه فَقتله ذكر ذَلِك ابْن فضل الله فِي إمْلَائِهِ وعمره ثَلَاثَة آلَاف وسِتمِائَة سنة قلت قَالَ الْعَلامَة شمس الدّين بن الْقيم فِي كِتَابه الْمُسَمّى بالمنار المنيف فِي الصَّحِيح والضعيف كلَاما يبين فِيهِ بطلَان قصَّة عوج إِلَى أَن قَالَ وَلَا ريب أَن هَذَا وَأَمْثَاله من وضع زنادقة أهل الْكتاب الَّذين قصدُوا الِاسْتِهْزَاء والسخرية بالرسل وأتباعهم انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير فِي كِتَابه الْمُسَمّى بالبداية وَالنِّهَايَة فِي قصَّة عوج ابْن عنق جَمِيع مَا يحكون عَنهُ هذيان لَا أصل لَهُ وَهُوَ من مختلقات زناديق أهل الْكتاب وَلم يكن قطّ على عهد نوح وَلم يسلم من الْكفَّار أحدا انْتهى وَقَالَ الْعَلامَة جلال الدّين السُّيُوطِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي آخر جَوَاب عَن سُؤَاله عَنهُ وَالْأَقْرَب فِي أمره أَنه كَانَ من بَقِيَّة عَاد وَأَنه كَانَ لَهُ طول فِي الْجُمْلَة مائَة ذِرَاع أَو اشبه ذَلِك لَا هَذَا الْقدر الْمَذْكُور وَأَن مُوسَى ﵇ قَتله بعصاه

1 / 167