إلى الشيخ رضي الدين لالا. انتهى كلام النفحات وفيه نظر وكلام طويل. يظهر لمن رأى كلام صاحب القاموس في لفظ (رتن) وفيه رمز يعرفه من يعرفه ، فحله إن أطقت والسلام. انتهى كلام الكشكول ، وهذا كلام صاحب القاموس : رتن (محركا) بن كربال بن رتن البترندي (قيل) (1) أنه ليس بصحابي وإنما هو كذاب ظهر بالهند بعد الستمائة ، فادعى الصحبة وصدق ، وروى أحاديث سمعناها من أصحاب أصحابه. انتهى والله أعلم.
وكانت ملوك الاسلام بالهند ستة ، كل واحد منهم قد احتوى على قطر من أقطارها واستبد بجهة من جهاتها. ومن غريب ما يحكى عن بعضهم وهو السلطان محمد شاه بن السلطان تغلق ، أن المولى جمال الدين بن حسام الدين الشاعر قصده من العجم وامتدحه بقصيدة ، فلما حضر مجلسه وأنشد المطلع أمره السلطان المذكور أن يكف عن الإنشاد وقال : إني لا أطيق القيام بصلتك إن أنشدتها بتمامها ، ثم أمر الغلمان أن يأتوا ببدر الدنانير ويصبوها حوله حتى تساوي رأسه ، فصبوها فلما ساوت الدنانير رأسه قام الشاعر ، فأعجب السلطان قيامه ، فأمر أن يزيدوا في صب الدنانير حتى تساوي رأسه قائما ففعلوا. وكانت وفاة السلطان المذكور سنة احدى وخمسين وسبعمائة.
ولم تزل ملوك الاسلام في الهند منقسمين ستة أقسام إلى أن قويت شوكة السلطان محمد همايون ، وكان أكبر ملوكها ، فوطئهم جميعا واحتوى على جهاتهم ولم يقاومه أحد. ولم يبق من أولئك الملوك إلا ملوك الدكن مع الطاعة له والانقياد ، وكانوا إذ ذاك أربعة ، ثم جاء من خلف من أولاده فاحتووا على ملك ملكين منهم فبقي ملكان : أحدهما مولانا السلطان خلد الله ملكه ، والثاني عادل شاه صاحب أرض كوكن المقدم ذكره ، وأكثر بلاد الهند في زماننا هذا في حوزة ولد السلطان محمد همايون المذكور ، والملك فيهم من سنة اثنتين وستين وتسعمائة ، وهي السنة التي كسر فيها السلطان محمد همايون ملك دهلي (2) واحتوى على ملكه ، ولم يزل في غاية من الأيد والازدياد والقوة
Bogga 250