228

ومن كلام ابن القرية (1) لما سأله الحجاج عن البلدان : الهند بحرها در ، وجبلها ياقوت ، وشجرها عود ، وورقها عطر ، وأهلها طغام كقطع الحمام.

وقال المسعودي : بحر الهند والصين في قعره اللؤلؤ ، وفي جباله الجواهر ، ومعادن الذهب والفضة والرصاص القلعي (2). وفي أفواه دوابه العاج ، ومن نباته الأبنوس والخيزران والقنا ، والبقم والعود وأشجار الكافور ، وأشجار كثيرة ، والجوز بواء ، والقرنفل والصندل وأنواع الأفاويه والطيب والعنبر ، وطيوره البباغي (3) البيض والخضر ، ثم الطواويس وأنواعها في صورها واختلافها في الصغر والكبر ، ومنها ما يكون كالنعامة كبرا ، ومن حشرات أرض الهند سنانير الزباد ، وظباء المسك. قيل : وعلة كون الطيب بأرض الهند أنه من الورق الذي خصفه عليه آدم أبو البشر من ورق الجنة ، فإنه لما هبط بالهند في جزيرة سرنديب على جبل الراهون وعليه الورق ، يبس فذرته الرياح فانتثر في بلاد الهند فكان هو العلة في ذلك والله أعلم.

وجبل سرنديب من أعجب الجبال ، طوله مائتان ونيف وستون ميلا وفيه أثر قدم آدم عليه السلام . قيل : لا بد له كل يوم مطرة تغسل موضع قدمه ، وقد لمعت عليه اليواقيت ، وفيه الماس.

وفي جزائره أنواع الأفاويه ، وشجر الساج ، والله سبحانه أعلم.

ومما يلتحق بأخبار الهند وينتظم في سلكها قصة بابا رتن الصحابي ، فلا بأس بذكرها لغرابتها : قرأت في تذكرة صلاح الدين الصفدي في الجزء

Bogga 243