224

ولله در القائل (1):

فيا وطني إن فاتني بك سابق

من الدهر فلينعم لساكنك البال

وأما القدح فامتحنه من أدهقه بالماء وأورد عليه الناس فلم ينقصه شربهم منه شيئا ، وكان معمولا بضرب من خواص الهند الروحانية [والطبائع] (2) التامة وغير ذلك من العلم مما تدعيه الهند. وقد قيل : أنه كان لآدم أبي البشر بأرض سرنديب من بلاد الهند ، مبارك له فيه ، فورث عنه وتداوله الأملاك إلى أن انتهى إلى الملك كند لعظم شأنه. وأما الطبيب فكان كما وصفه صاحبه.

وقرأت في خلق الإنسان للعلامة النيسابوري (3): أن الملك كند المذكور رأى قبل مكاتبة الاسكندر له بمائة سنة رؤيا راعته ، فجمع لها علماء مملكته وقصها عليهم فقال : إني رأيت كوة صغيرة إلى بيت فيه فيل عظيم محبوس ، وأنه خرج من تلك الكوة كله ما خلا ذنبه ، وتعجبت من خروج الأكبر وبقاء الأصغر ، ورأيت قردا على سرير الملك ، وكرباسة (4) في أيدي طائفة يتنازعونها فلا تنخرق ، ولا يغلب بعضهم عليها بعضا ، ورجلا عطشان يهرب من الماء والماء يتبعه فلا يعطف عليه حتى يشربه ، ورأيت أهل المدينة في المبايعة والتصرف ، ورأيت قوما مرضى يعودون صحيحا ويسألونه عن حاله ، وبرذونا ذا رأسين يأكل بكليهما ولا يروث ، ولا له مراث ، وثلاث خوابي (5) مصفوفة ينصب ما في اليمنى واليسرى بعضها إلى بعض ولا يقطر في الوسطى شيء وهي فارغة ، وبقرة ترتضع من عجلها ، وعينا قد يبس مخرج مائها وما دونها ممتلئ.

Bogga 239