وأول ، ذو الخطر السامي حسين بن شهاب الدين الشامي هو مع ما تحلى به من الطبابة ، له في مراتب العلم أعظم بابه ، فقد طوى أديمه من الفضل على أغزر ديمه ، وأما الأدب فقد نسل إليه من كل حدب ، ومتى انفهقت لهاته بالشعر أرخص من عقود اللآلي كل غالي السعر. هذا إلى خلق في المجون تستنير به الليالي الجون ، جاعلا ذلك له شيمة ، يستل لها من القلوب كل سخيمة.
قدم علينا الهند سنة أربع وسبعين (1) فورد منهل أمله العذب المعين ، وكان الوالد كثيرا (2) ما يشتاق إلى لقيانه ، لتحلي فرائده وعقيانه ، ولما بلغ خبر وصوله قلت لشوقه إليه وثنائه عليه :
جاء البشير مبشرا
فأقر من بشراه عيني
وقد أثبت له ما يستحلى جناه ، وتستجلى حسناه ، فمن ذلك قوله وهو من غرر القصائد التي امتدح بها الوالد (4):
تبدت لنا والبدر للغرب جانح
وكأس الكرى في راحة الطرف طافح
Bogga 215