واعلموا إنما جاء هذا النقص في الصلاة ، من المنسوبين إلى الفضل ، المبكرين إلى الجمعات(1) ممن بالمشرق والمغرب من أهل الإسلام ، لسكوت أهل العلم والفقه والبصر عنهم ، وتركهم ما لزمهم من النصيحة والتعليم والأدب ، والأمر والنهي ، والإنكار والتغيير ، فجرى أهل الجهالة على المسابقة للإمام ، وجرى معهم كثير ممن ينسب إلى العلم والفقه ، والبصر والفضل(2)، استخفافا منهم بالصلاة ، والعجب كل العجب من اقتداء أهل العلم بأهل الجهالة ، ولمجراهم معهم في المسابقة للإمام والسجود والرفع والخفض ، وفعلهم معهم ، وتركهم ما حملوا وسمعوا من الفقهاء والعلماء .
وإنما الحق الواجب على العلماء : أن يعلموا الجاهل وينصحوه، ويأخذوا على يده ، فهم فيما تركوا آثمون ، عصاة خائنون ، لجريانهم معهم في ذلك وفي كثير من مساويهم ، من الغش والنميمة ، ومحقرة الفقراء والمستضعفين ، وغير ذلك من المعاصي مما يكثر تعداده ، وجاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه)(3)، فتعليم الجاهل واجب على العالم ، لازم له ، لأنه لا يكون الويل للعالم من تطوع تركه ، لأن الله لا يؤاخذ على ترك التطوع ، إنما يؤاخذ على ترك الفرائض .
Bogga 119