Salaam Caalami
السلام العالمي ونصيب المرأة في تحقيقه
Noocyada
لو كان للمرأة حق التشريع والتنفيذ، لساعدت الرجل في خلق الأنظمة الكفيلة بضمان سلام العالم وطمأنينته، بما امتازت به من وفرة العاطفة والحرص على النظام. ولقد ظهر تأثيرها في بعض الدول التي اعترفت للمرأة بحقوقها السياسية، وأشركتها في إدارة بعض شئونها، كالولايات المتحدة والسويد والنرويج وتركيا، وبعض ولايات الهند وبريطانيا العظمى؛ إذ نرى أن هذه البلاد بعد اشتراك المرأة في أمور التشريع فيها أقل اندفاعا إلى الحرب من غيرها من البلاد التي حرمت المرأة من حقوقها الشرعية. ونعتقد أن هذا الاعتراف بحق المرأة - إذا عم جميع البلاد - سيساعد كثيرا على تحقيق أمنية السلام العالمي التي تنشدها الشعوب، ذلك السلام الذي لم يوفق الرجل وحده حتى الآن إلى توطيد دعائمه.
يظن الكثيرون أن المرأة تناضل للوصول إلى حقوقها السياسية؛ لمحض رغبتها في التساوي بالرجل ومزاحمته في ميادين الحياة. ولكن في الواقع أن المرأة لا تريد الحصول على هذا الحق إلا لتقوم بنصيبها في إنهاض العالم وإنقاذه من ويلات الحروب؛ لأن عليها الغرم في حالتي النصر والهزيمة.
سادتي وسيداتي
لقد فطنت المرأة إلى وجوب النزول لميدان العمل لمنع الحرب؛ لما رأت أن مجهودات الرجل قد ذهبت سدى طيلة محاولاته الماضية لتوطيد السلام، ورأته يتفنن يوما بعد يوم في خلق الوسائل الجهنمية للتخريب والتدمير، فوجهت المؤلفة السويدية فردريك بريمر نداء في سنة 1854 إلى نساء العالم طالبة منهن تكوين اتحاد عالمي للسلام. وفي سنة 1855 تكونت في إنجلترا جمعية الشابات المسيحية الأولى. وعندما عقد مؤتمر السلام في باريس سنة 1878 طلبت السيدة جوليا ورد هو
Ward Howe
الأمريكية أن تلقي فيه كلمة عن السلام، فرفض السماح لها بذلك رغم ما هو معترف به للمرأة من قديم الزمن من حق القيام ببث روح السلام. وفي سنة 1889 ارتفع صوت آخر ضد الحرب هو صوت مدام برتافون سوتنر في كتابها «ألقوا السلاح»، الذي كان له تأثير كبير في العالم الأوروبي رفع من قدرها في اعتبار عظماء الكتاب والسياسيين، وبعد ظهور ذلك الكتاب خدمت السلام كثيرا عن طريق الصحافة والخطب والمؤتمرات والأوساط الأدبية، ثم صارت رئيسة الجمعية النمساوية للسلام، ثم وكيلة ورئيسة شرف لمكتب السلام العالمي، وترأست بعد ذلك إدارة مجلة للسلام. ولما تعرفت بملك الفولاذ أندريو كارنيجي، وكان هو كذلك من أكبر دعاة السلام، وبذل من أجله أموالا طائلة، وتنازل للعالم عن سراي السلام في لاهاي. كان لها تأثير كبير في الاجتماعات التي كانت تعقد في لاهاي، وقد منحت جائزة نوبل للسلام سنة 1905، كما كانت من العاملات في جمعية الإرشاد في مؤسسة كارنيجي، واشتركت اشتراكا فعليا في مانيفست نيقولا الثاني سنة 1898. وفي سنة 1912 قامت برحلة للولايات المتحدة، وأسست فرعا للدعاية للسلام في الجمعية النسائية الأمريكية، وكانت دائما في كلامها ودعايتها تتجه نحو العاطفة وتناجي القلوب.
وتأسس في سنة 1888 المجلس النسائي الدولي
Le Conseil International des Femmes
وكان أول هيئة نسائية دولية عملت للسلام العالمي بإدراج مبدأ التحكيم الدولي في برنامجها والدعوة إليه.
وقد كان دستور هذا المجلس ينص نصا صريحا على أن هيئته لا تبث الدعوة لسياسة معينة لصالح دعاية معينة، ولكنها تعمل على أساس المبدأ الذهبي القائل: «عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.» وتبذل كل نشاطها في تطبيق هذا المبدأ على الحياة الاجتماعية والعادات والتشريع.
Bog aan la aqoon