إذن لرقوا لما ألقى فوا أسفي
أغدو وحيدة قومي بين جلاسي
يا رب ما أشد حضور الناس علي، وما أسمج الدنيا في عيني، إنني قد هربت من مجلس الملكة؛ لأخلو وحيدة في مخدعي، وأناجي قلبي بغرامي؛ لأن حبيبي ليس معي، ولكن هيهات أن تفيدني هذه النجوى، وهيهات أن تخفف وحدتي مصابي بل إنها تزيد البلوى، ويلاه ما هذا الشرف الذي يحول بيني وبين من أهواه، هذا الوهم الباطل الذي يبعدني عن حبه، ولا يجعلني أراه، أيها العرش العالي الذي أجلسني عليه القدر، ألا تزول من أمامي، وأنت أيها الملك السامي الذرى، ألا تقدر أن تبرح من سبيل غرامي.
وأنت أيها التاج الذي يزين رأسي، ألا تنكسر على أقدامي، انكسر انكسر فإنك نقمة علي، وإن حب حبيبي أحسن منك عندي، وأجمل منك لدي، واهبط أيها العرش من مقامك؛ فإنك لا خير فيك عندي، وانتزع أيها اللقب عن اسمي؛ فإنك تزيد مصائبي، ولا تزيد مجدي، وانخفضي أيتها الدرجات من أمامي كما انكسر هذا التاج على أقدامي، وانزلي أيتها الكرامة عن أقدامي؛ فإنك ذل وإهانة علي؛ عساني بذلك أن أصل إلى حبيبي، ويصل حبيبي إلي، ماذا يفيدني أن أكون أميرة في كل بلد؟ ماذا يفيدني أن أكون بنت ملك إنكلترا وأخت قلب الأسد؟ ما هذا البلاء الذي لم يذقه قبلي أحد، ولا يفرجه عني أحد.
الجزء السادس (وليم - جوليا)
وليم :
سيدتي، ما هذا البلاء، ومن أي شيء تشكين؟ لقد قيل لي: إنك في ضيق، وإنك حزينة تبكين، انظري ها أنا أمامك فمري بما تريدين واحكمي؛ فإن عبدك راكع لديك وهو لأمرك رهين.
جوليا :
أنت هنا ... أنت أمامي ... هل علمت أنني في حاجة لأن أراك وأنني مشتاقة إليك؟
وليم :
Bog aan la aqoon