في الأفعال , لأن الجبن مذموم , وعدم الغيرة نوع من الدياثة (4) , وناهيك فيهما من الإنفعال , وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن الله تبارك وتعالى خلق الفردوس وغرسها بيده وقال: وعزتي وجلالي لا يدخلها الديوث ولا مدمن الخمر (1))
وحده بعضهم (2): " من رأى محرما مع أقاربه أو زوجته , وأقرها عليه , ولم يغضب " , والنفوس الأبية تأبى ذلك , ما ذلك؟! وما هو أدنى من ذلك؟! حتى أن بعض الأجلاء كان يغار من السواك , قال شعرا (3): [من الكامل]
منيت يا عود الأراك بثغرها ... ما تخشى يا عود الأراك أراكا
لو كان غيرك يا أراك قتلته ... ما دار في ثغر الحبيب سواكا
بل أن بعضهم كان يغار من نفسه , وقال ابن الخياط (4) يصف نفسه بالغيرة: [من الطويل]
أغار إذا آنست في الحي أنة ... حذارا عليه أن تكون لحبه (5)
وقال الآخر: [من الطويل (6)]
وسرب ظباء مشرقات شموسه ... على حلة عد النجوم بدورها
تمانع عما في الكناس أسودها ... وتحرس ما يأوي القصور صقورها
تغار من الطيف الملم حماتها ... وبغضب من كر النسيم غيورها
Bogga 184