Maxbuusadda Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Noocyada
تفحصني باهتمام، واتخذت ابتسامته طابعا جديا. - «مارينا، علي أن أتحدث معك في أمر مهم. أريدك أن تنصتي لي جيدا وألا تقاطعيني حتى أنتهي من كلامي.»
أومأت وقد اعترتني الحيرة. قال إن السبب الأساسي الذي دعاه لمغادرة «إيفين» هو رغبته في الابتعاد عني. كان يظن أن عدم رؤيتي سيغير من مشاعره تجاهي، لكن ذلك لم يحدث. أخبرني أيضا أن مشاعره تحركت نحوي منذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها، وأنه حاول أن يتجاهل تلك المشاعر، لكن ذلك لم يزدها إلا قوة. وفي تلك الليلة التي اقتادني فيها إلى الحمام شعر أن عليه إنقاذي بأي ثمن، وهو ما جعله يشعر بالخوف الشديد. وعندما لم أخرج من الحمام ناداني لكنني لم أجب، فدخل كي يرى ماذا حدث فوجدني ملقاة على الأرض. وللحظة ظن أنني مت، ولكنه عندما تحسس نبضي أدرك أنني ما زلت على قيد الحياة. علم أن اسمي مدرج في قوائم الإعدام، وأن حامدا يكرهني. حاول التفاوض مع حامد، لكنه لم يستمع إليه. السبيل الوحيد كي ينقذ حياتي هو الذهاب إلى آية الله الخميني صديق والده المقرب منذ سنوات، وبالفعل ذهب إليه وتوسل إليه كي يعفو عني، موضحا له أني فتاة قليلة الخبرة أحتاج فرصة كي تتغير أفكاري. أخبره آية الله بأن التهم الموجهة لي خطيرة بما يكفي لأن تضعني على قائمة المحكوم عليهم بالإعدام، لكنه ظل يتوسل إليه، وفي النهاية وافق آية الله على تخفيف الحكم الصادر ضدي إلى السجن مدى الحياة، فهرع علي إلى «إيفين» وسأل الحرس عن مكاني، فأخبروه بأن حامدا اقتادني لتنفيذ حكم الإعدام، فدعا الله وأسرع إلى مكان تنفيذ الحكم.
شعرت بموجة من الذعر تجتاحني.
قال إنه بعد الحديث مع آية الله قرر أن يرسلني إلى «246» مرة أخرى ويرحل بعيدا. فما دمت قد حصلت على عفو الإمام، لن يستطيع حامد أن يؤذيني. حاول أن ينساني، لكنه وجد نفسه يفكر في طوال الوقت، وسر عندما أصيب بطلق ناري، لأنه وجد سببا كي يعود. كان والده يخبره دائما أن يؤجل اتخاذ القرارات المهمة في حياته حتى اليوم التالي ويفكر فيها جيدا، وقال إنه أجل قرار الزواج بي وظل يفكر فيه أكثر من أربعة أشهر، وفي نهاية الأمر اتخذ قراره.
قال: «أريد الزواج منك يا مارينا، وأعدك أن أكون زوجا صالحا وأن أعتني بك. لا تجيبي الآن. أريدك أن تفكري جيدا.»
حاولت أن أفهم ما سمعته، لكنني لم أستطع، فالكلام خلا من كل منطق. كيف يمكنه أن يفكر في الزواج بي؟ لا أود الزواج منه، بل لا أرغب في البقاء معه في نفس الغرفة.
قلت بصوت مرتعش: «عليك أن تفهم يا علي أنني لا أستطيع أن أتزوجك.» - «ولم لا؟» - «لأسباب عديدة.» - «أنا على استعداد لسماعها، ولا تنسي أنني فكرت في ذلك الأمر شهورا طويلة، ولكن من يدري، فربما نسيت شيئا. هيا أخبريني بكل الأسباب التي تمنعك.» - «أنا لا أحبك، ولست لك.» - «لا أتوقع منك أن تحبيني، فالحب سيأتي مع الوقت، بعد أن تمنحيني الفرصة. تقولين إنك لست لي، لمن أنت إذن؟ لأندريه؟»
تسارعت أنفاسي. كيف علم بأمر أندريه؟
أخبرني أني كنت نائمة ذات مرة وسمعني أتلفظ باسم أندريه أثناء نومي، فأجرى بعض البحث وعرف من يكون أندريه وأين يسكن. ومع أن أندريه لم يكن له ملف سياسي، فبوسع علي أن يعد له واحدا إذا اضطر إلى ذلك.
مع أني أعلم أني أتحدث أثناء نومي أحيانا، فلم أستطع أن أصدق ما قاله. ربما كان يراقبني قبل إلقاء القبض علي وهكذا علم بأمر أندريه. رباه! لقد تسببت في توريط أندريه في هذا الأمر. ماذا عساي أن أفعل؟
Bog aan la aqoon