Maxbuusadda Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Noocyada
أخذت جدتي نفسا متقطعا، وطلبت مني أن أذهب إلى خزانتها وأفتح الدرج العلوي الأيسر، وأحضر لها صندوقا ذهبيا كان هناك، ثم طلبت مني أن أتسلل تحت فراشها وأحضر الحذاء الأسود، حيث وجدت داخل الفردة اليسرى مفتاحا ذهبيا صغيرا.
أعطتني الصندوق والمفتاح والدموع تنهمر من عينيها. - «مارينا، لقد كتبت قصة حياتي ووضعتها في هذا الصندوق، وهي ملكك الآن. أريدك أن تحتفظي بها وأن تتذكريني. هل ستفعلين ذلك من أجل جدتك؟»
أومأت برأسي. «ضعي الصندوق في مكان آمن. الآن اذهبي ولا تقلقي، فأنا بحاجة إلى الراحة.»
تركتها وأويت إلى غرفتي حيث شعرت بالوحدة أكثر من أي وقت مضى. خبأت الصندوق أسفل فراشي، وفتحت الباب الزجاجي المؤدي إلى الشرفة وخرجت إليها. كان الهواء ساخنا، والشارع مزدحما كعادته دائما. بدا كل شيء مختلفا مع أن شيئا لم يتغير عما كان عليه.
لم تستيقظ جدتي بعدها أبدا. كان سرطان الكبد يفتك بها، وأخبرتني أمي أنها في غيبوبة. وامتدت الغيبوبة أسبوعين ظل فيهما أبي يذرع الممر جيئة وذهابا ويبكي. كنت أجلس بجوارها ساعتين على الأقل يوميا كي أؤنس وحدتها، وكي لا أشعر بالوحدة أنا أيضا. كان وجهها يشع هدوءا وسكينة، وإن كان شديد الشحوب والهزال. وبمرور الأيام، كنت أغالب دموعي خوفا من أن تصبح وفاتها حقيقة واقعة.
ذات صباح استيقظت مبكرا ولم أستطع النوم مرة أخرى، فذهبت إلى غرفة جدتي، وأضأت النور فوجدتها في مكانها. كان وجهها شاحبا تماما. لمست يدها فوجدتها باردة، وقفت صامتة وقد أدركت أنها توفيت ولكن لم أكن أعلم ماذا أفعل، أردت أن أقول لها شيئا، ولكنني لم أكن متأكدة هل تستطيع سماعي؛ هل يمكنني اختراق الحاجز الذي أوجده الموت بيننا. - «وداعا يا جدتي، أتمنى أن تحيي حياة طيبة مع الرب أينما كان.»
داهمني شعور غريب بوجود شخص آخر في الغرفة معنا. هرعت إلى غرفتي، وانزويت في فراشي أتلو كل الصلوات التي أذكرها.
في اليوم التالي حملت جثة جدتي بعيدا. ظللت طوال اليوم أسمع بكاء والدي. غطيت أذني بيدي ونظرت حولي، لم يكن هناك مكان أذهب إليه، فقد كانت جدتي ملاذي الآمن عندما يحدث خطب ما، ولكنها الآن رحلت. في النهاية أمسكت تمثالي الملائكي من فوق خزانتي واختبأت أسفل فراشي وبدأت أصلي: «السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء، ومباركة ثمرة بطنك يسوع، يا مريم القديسة، يا والدة الرب، صلي لأجلنا نحن الخطاة، الآن وفي ساعة موتنا.»
ارتفع الغطاء عن جانب فراشي، وتدفقت موجة من الضوء وسط الظلام إلى البقعة التي أختبئ فيها، فرأيت وجها غريبا ينظر إلي. كان وجه شاب ذي شعر أسود مجعد وعينين شديدتي السواد. كان وجهه ناصع البياض مقارنة بشعره، وابتسامته دافئة حنون. أردت أن أسأله من يكون، ولكنني لم أستطع.
قال: «مرحبا.»
Bog aan la aqoon