Sahyuniyadda Caalamiga ah
الصهيونية العالمية
Noocyada
إن نجاح إسرائيل نكبة على الصهيونية لأنه نجاح مشئوم ونجاح لا يدوم.
كان اليهود يشفقون من عزلتهم بين أمم العالم، ويفكرون في تحطيم حواجزها، وتقريب الفوارق بينهم وبين الأمم الإنسانية على سنة الإخاء والروابط الوطنية في كل أمة ينتمون إليها.
فلما نجحت إسرائيل، وأقامت لها وطنا قوميا في فلسطين، لم يكن لنجاحها غير معنى واحد لا تسلم من جريرته، وذلك هو العزلة الدائمة والعصبية التي تخضع العالم كله لدسائسها ومؤامراتها أبدا، أو تخضع للعالم كله في النهاية خضوع المقهور.
وإن الصهيونية لتسير مع الزمن إذا كان الزمن يؤيدها في الانفصال الدائم من أمم العالم، والسيادة الدائمة عليها، والغفلة الدائمة في هذا العالم الذي تسوده وتتحداه.
فإذا أبى عليها الزمن ذلك - وسيأباه لا محالة - فنصيبها من أمسها الذي تفر منه أهون من نصيبها عند الغد المجهول، بل الغد المعلوم.
الفصل التاسع عشر
الصهيونية العالمية مصيرهم في أعينهم
من المفيد - ونحن ننظر إلى مصير الصهيونية العالمية - أن نلم بأمثلة من نظرات الصهيونيين وأعوانهم إلى ذلك المصير.
ومن الأمور ذات المغزى أن البحث في هذا المصير متعاقب متواتر بعد الحرب العالمية الثانية، فهم من صهيونيين وأعوان للصهيونيين متفقون على أن الوطن اليهودي في فلسطين لا يحل مشكلة الصهيونية، وليس هو على اليقين بالحل الأخير.
وهؤلاء الصهيونيون عصابة عاملة لا يعوزها النشاط في نشر الدعوة واستدراج الأعوان والأنصار إلى المشاركة فيها، وهم على كثرة نشراتهم منذ الحرب العالمية لم يغيروا شيئا في جملة الآراء التي يرونها في مصيرهم: يبدئون فيها ثم يعيدون، كرة بعد كرة، منذ الحرب العالمية الثانية إلى إعلان قيام الدويلة الإسرائيلية، إلى هذه الأيام التي يعلقون فيها أكبر الآمال على مصيرهم مع جيران فلسطين.
Bog aan la aqoon