Sahyuniyadda Caalamiga ah
الصهيونية العالمية
Noocyada
Detroit
نحو عشرين ألفا بين لبنانيين وسوريين وألبانيين، وكل من في الولايات المتحدة من المسلمين أو العرب المسيحيين ذوو همة ودأب وغيرة على القضية العربية، ولا يطلب من مائة ألف أن يقاوموا خمسة ملايين متأصلين في البلاد، متشعبين في ميادين الأعمال، ولكنهم عدد لا يهمل في حساب الفريقين، والاستماع لهم أيسر من الاستماع لأناس يفرضون لهم سيادة على البلد، ويسومون الدولة كل يوم أن تزج بنفسها - لحسابهم - في مأزق بعد مأزق على غير جدوى وإلى غير نهاية. وهكذا يفعل الصهيونيون في الولايات المتحدة، ويعلم الأيقاظ من أبناء البلاد أنهم يفعلون.
قلت في فصل مضى إن الصهيونية العالمية قوة مولية في ميادين السياسة الدولية، ولم نسمع من صهيوني متفائل مبالغ في خداع نفسه أنه يطمئن إلى مصير النفوذ الصهيوني بين الأمريكيين، فقد برح الخفاء، وتكشفت الدسائس، وعرف العامة ما لم يكن يعرفه إلا الخواص والأخصاء المقربون، فإذا جرى الصهيونيون على عاداتهم من صلف الذليل، ورعونة المغرور. فتذرعوا ذرائع الإرهاب لاستبقاء النفوذ المهدد بالزوال؛ فتلك علامة أخرى من علامات الإدبار، وما من إقبال يرجى لمدرع بالليل إذا طلع النهار.
الفصل الثامن عشر
مصير الصهيونية العالمية وبنيتها المتناقضة
من علامات الفناء في الصهيونية أنها بنية متناقضة، يصلحها من ناحية ما يفسدها من ناحية أخرى، ولا مفر لها من النقيضين، وليس من اليسير عليها أن تجمع بينهما، ولا أن تطمئن معهما إلى طول البقاء.
وأكبر جراثيم الفناء في هذه البنية أن الخلاف شديد بين الصهيونيين على عقيدة الصهيونية.
فما هذه العقيدة في أساسها؟
إنها في أساسها عقيدة دينية تقوم على الأمل في ظهور ملك من بيت داود، يبني عرشه بمعجزاته وكراماته في بيت المقدس، وينشئ فيها مملكة أورشليم التي بها اختص إله إسرائيل شعبه دون سائر الشعوب، وليست هذه المملكة من عمل الشعب اليهودي، ولا من عمل أحد من الناس، ولكنها العمل الذي يتولاه رب إسرائيل بعد تكفير الشعب عن خطاياه: بالتشريد، واحتمال العذاب والاضطهاد.
هذا هو أصل العقيدة الدينية التي آمن بها الصهيونيون إلى القرن السابع عشر. ثم تحررت العقول وظهرت بين اليهود حركات عقلية في القرن الثامن عشر ترتاب في هذه العقيدة، وتعددت المذاهب التي تناقضها بين جماعة الهاسقالا
Bog aan la aqoon