Sahyuniyadda Caalamiga ah
الصهيونية العالمية
Noocyada
أما اليوم فالعلاقات الدولية ظاهرة في أهم الشئون العامة، وليس في وسع الصهيونية العالمية أن تعمل من وراء حجاب. فلا بد لها من العمل الظاهر، ولا بد لها مع العمل الظاهر من التحدي المكشوف ... وتلك ولا ريب فاتحة الدمار؛ لأن الهيئة التي تتحدى العالم كله منهزمة في النهاية بغير مراء.
ومما تغير في الأحوال العالمية أن السيطرة الاقتصادية كانت فيما مضى سرا من أسرار المكاتب، وعملا من أعمال السمسرة الخفية وراء الأسواق، وكان في وسع الصهيونية بالألاعيب المكتبية أو بحبائل السمسرة أن تتلاعب بالأسواق والأسعار وهي آمنة وراء جدرانها.
أما اليوم فالسيطرة الاقتصادية مسألة متشعبة ترتبط بالأحوال الاجتماعية، والحقوق الوطنية، وأنظمة الزراعة والصناعة في جميع القارات، وليس في طاقة هيئة عالمية - مختلسة - أن تقبض بأيديها على أزمة هذه الشئون وأن تسخر لمشيئتها جميع العاملين في هذه الميادين.
وقد تفعل السمسرة فعلها في مبادلات العملة ومقادير الواردات والصادرات ولكن الألاعيب التي تقدر عليها السمسرة الخفية تقف اضطرارا إذا اصطدمت بسياسة تحسب حساب الثورات والقلاقل، ولا تجازف بالأخطار وتهديد عوامل الاستقرار، ومهما يكن من نفوذ الصهيونية في دولة من الدول فهو نفوذ مصطنع، يتمرد عليه الساسة حتما كلما بلغ حد المخاطرة، ودفع بهم إلى تجاهل الواقع في مشاكل الأطوار العالمية، وتدخل فيها مصالح كثيرة في الشرق والغرب، لا ينقاد زمامها للصهيونية العالمية، ولا لهيئة من الهيئات على انفراد.
ومن أهم الأسباب التي زعزعت قوة الصهيونية في سياسة الأمم هذا التغيير الكبير الذي طرأ على مراكز الدول العظمى، وهذه الضرورات العالمية التي أخرجت الولايات المتحدة من عزلتها، وجعلتها طرفا مهما في كل نزاع بين المعسكرين المتناظرين.
كانت بريطانيا العظمى تقود أحد المعسكرين في كل حرب عالمية، أو كل حرب عامة تشترك فيها دول كثيرة.
وكان دور الصهيونية العالمية عظيما جدا في الحروب والأزمات الكبرى من أجل ذلك، أي من أجل قيام بريطانيا العظمى على قيادة أحد المعسكرين، في كل حرب عالمية.
ومن أيام حروب نابليون، كانت بريطانيا العظمى تستعين بالصهيونية العالمية لتضييق الخناق على أعدائها، وضرب الحصار الاقتصادي المحكم على المعسكر الآخر ومن يعاملونه في أسواق التجارة.
واستفادت الصهيونية كثيرا من اللعب بالنفوذ بين الدول، ولم تكن متبرعة في الحقيقة بمساعدتها لبريطانيا العظمى، لأن بريطانيا العظمى كانت مركز الصناعة والتجارة وميزان الأسواق.
ثم جاءت الحرب العالمية الأولى وتلتها الحرب العالمية الثانية، فتعاظم شأن الصهيونية في السياسة الدولية وراحت تساوم على الوساطة والدعاية وتملي الشروط، وتغلو في المطالب، واستخدمت نفوذها في الولايات المتحدة لتهديد الإنجليز بالعزلة في ميادين القتال، فإن لم يستجيبوا لها في كل ما تطلب أثارت عليهم الدعاية في الولايات المتحدة في أحرج الأوقات، وحاولت جهدها - وهو جهد غير قليل - أن تبقى الدولة الأمريكية بعيدة من الميدان، وأن تحرم الإنجليز من معونتها المالية والحربية، أو تؤخرها إلى ما بعد الأوان.
Bog aan la aqoon