تناول أحد إخوة المريض عصاه الخشبية القصيرة من شونة البيت، والتي كانت معلقة ومربوطة بالحبال في العارضة الخشبية، ثم التقطها منه الطبيب الجالس القرفصاء بجوار السرير ، وفتح يد المريض اليمنى وقال له: امسكها، اضغط بأصابعك حول العصا، واقبض عليها وقل لهم لا، هل تسمعني؟ قل لا.
شيئا فشيئا بدأت الأصابع تقبض على العصا ببطء مثل المخلب.
قال الطبيب وهو يبتعد بيديه تاركا ورق الأوفو في قبضة «أمالو»: صواب ما تفعل، قل لهم لا.
وفور أن ابتعد بيديه تماما اهتزت أصابع «أمالو»، وفتح يده، فتساقط الأوفو على الأرض.
تبادلوا جميعا نظرات ذات معنى ولم يقل أحدهم شيئا.
نهض «إيزولو» ثم قال: اعتنوا به جيدا.
أجاب الآخرون: تصحبك السلامة.
أصابت «أوبيكا» دهشة عظيمة لما جاءت العروس مع أهلها، وتساءل بدهشة عن قدرته في عدم الاقتراب منها أثناء زيارتها الأخيرة .. كان يعرف أن قليلا من أقرانه الشباب هم الذين استطاعوا السيطرة على مشاعرهم، والالتزام بذلك القيد الذي تتطلبه العادات القديمة، غير أن ما كان صوابا يظل صوابا .. انتابه الإعجاب بنفسه؛ فقد أصبح مؤيدا للعادات، ومثل السحلية التي تسقط من شجرة الإيريكو العالية شعر بالثناء على نفسه.
كانت العروس بصحبة أمها التي شفيت من المرض مؤخرا وعدد من قريناتها البنات وبعض صديقات أمها، كثير من النساء كن يحملن أشياء العروس فوق رءوسهن؛ أواني للطهي، طاسات خشبية، مكانس، هاونا، يد الهاون، سلالا، حصائر، مغارف، زجاجات زيت النخيل، سلالا من جوزة اليام، سمكا، منيهوت خمر، فول الصويا، ملحا وفلفلا، أقمشة ملفوفة، طبقين وإناء حديديا من منتجات الرجل الأبيض قاموا بشرائها من المركز التجاري الجديد في «أوكبيري».
امتلأ بيت «إيزولو» وبيوت أبنائه بالأقارب والأصدقاء انتظارا لقدوم العروس، التي جاءت وبرفقتها عشرون من الفتيات العذراوات المتزينات. وكانت العروس واقفة بينهن ولم تكن أطول منهن فقط وإنما أكثرهن لفتا للأنظار في هيئتها وزينتها. كانت قد سوت شعرها بطريقة تناسب انتقالها الوشيك إلى عالم النساء.
Bog aan la aqoon