خرج «أوبيكا » وتبعه «أوفيدو».
الفصل التاسع
بنى «إيدوجو» منزله ملاصقا لأحد الجوانب الأربعة من بيت أبيه الكبير، ولم يكن يفصل بينهما سوى أحد الحوائط، وكان المنزل صغيرا ومكونا من كوخين؛ أحدهما ل «إيدوجو»، والآخر لزوجته «آموج». هكذا كانت منازل كثير من الأولاد البكر؛ لأنهم يرثون فيما بعد بيوت آبائهم.
كان منزل «أوبيكا» في جانب آخر من بيت أبيه، لكنه أكبر قليلا من منزل «إيدوجو»، ويتكون أيضا من كوخين؛ أحدهما له، والآخر لعروسه التي أوشكت على الحضور.
كان القادم من الطريق الرئيسي للقرية، في اتجاه بيت «إيزولو»، يستطيع أن يرى على اليسار منزل «إيدوجو»، وعلى اليمين منزل «أوبيكا».
كان «أوبيكا» قد ذهب مع صديقه، فعاد «إيدوجو» إلى ظل شجرة الإيجبو المواجهة للبيت الكبير، كي يستأنف عمله في الباب الذي كان يصنعه، لكنه وجد نفسه مضطرا لترك الباب قبل الانتهاء منه؛ لأن عملا آخر كان بانتظاره في المزرعة .. كم كان يحسد أصحاب الحرف من أمثال «أجويجبو»، الذي كان الأولاد يديرون مزرعته، لكن «إيدوجو» قد فقد طفله الأول بعد ثلاثة أشهر من ولادته، مما أصابه بفاجعة كبيرة تسببت في كراهيته للعالم وخصومته.
توقف عن التفكير فجأة إثر سماعه لصرخات طفله الثاني والوحيد «أميشي» الذي كان مختلفا، كان «أميشي» مليئا بالحياة، لكنه بعد ستة شهور تغير فجأة، وتوقف عن الرضاعة من ثدي أمه، وأصبح جلد بشرته مثل أوراق الكوكويام الذابلة.
قال شخص ما: ربما كان السبب في لبن الأم!
طلبوا من «آموج» بعض اللبن من ثديها، وقاموا بوضعه في طاسة صغيرة، وألقوا بحشرة داخلها، لكن الحشرة لم تمت، فعرفوا أن المشكلة ليست في لبن الأم.
اعتقد بعض الناس أن مصير «أميشي» سيكون مثل الطفل الأول، وكان «إيدوجو» و«آموج» يشعران بالقلق، غير أنهما لم يناقشا هذا الأمر أبدا، لكن «آموج» كانت خائفة جدا، وكانت تجلس في كوخها فوق مقعد منخفض حين تقدم الطفل الباكي نحو قدميها، وما هي إلا لحظة قصيرة حتى رفعت قدميها، ونهضت تاركة وراءها ما خلفه الطفل من ماء وبراز، تطلعت حول الحجرة ، ولم تكن تعرف ما تريد ثم صاحت: «وانكو»، «وانكو»، «وانكو».
Bog aan la aqoon