توقف لحظة ثم رفع صوته مناديا على «بونيفيس» وأضاف قائلا: كيف تبدو يا سيد «كلارك»؟ أوه .. رائع وجميل .. ينبغي أن تشرب المزيد؛ فإن الشراب شيء جيد ومفيد للملاريا .. آه .. كنت أقول إن الحرب قد بدأت حين ذهب رجل من «أوموارو» ذات صباح صحو لزيارة صديق في «أوكبيري» حاملا معه جالونا أو اثنين من النبيذ وكومة كبيرة من الخمر، لكن ذلك الرجل شرب الخمر كله قبل أن يصل إلى أصدقائه، وعندما وصل إلى
Ikenga
1
قام بتحطيمه وشقه إلى نصفين .. كان
Ikenga
من أكثر الأصنام أهمية في «إيبو»؛ فقد كان يمثل الأسلاف، وكان يجب تقديم القرابين له كل يوم .. تستطيع أن تفهم الآن معنى أن يحطم رجل من «أوموارو» صنم مضيفه وتكسيره إلى نصفين .. بالطبع كان ذلك الحدث من أكبر الكبائر ونوعا من التدنيس للأشياء المقدسة .. لم يكن أمام المضيف الذي شعر بالإهانة سوى الإطاحة برءوس من تبعوه .. وهكذا تطورت الحرب بين القريتين حتى جئت أنا إلى هنا .. سألت عن ملكية قطعة الأرض، واكتشفت دون أي ظلال من الشك أنها أرض «أوكبيري». وكان كل الذين أدلوا بالشهادة من كلا الجانبين كذابين .. تذكر دائما في معاملتك مع هؤلاء الناس أنهم مثل الأطفال كذابون .. إنهم لا يكذبون ببساطة من أجل الخروج من مأزق لكنهم يزيفون الحقائق بأكاذيب لا أساس لها .. أما الكاهن فكان هو الرجل الوحيد الذي شهد ضد أبناء قريته .. لم أكن أعرفه، غير أن شكله كان مؤثرا وذا وجه متلألئ باللون الأحمر .. أحيانا يجد المرء منا شخصا مثل هذا الكاهن بين هؤلاء «الإيبو» .. يتملكني إحساس ما بأن «الإيبو» في الماضي السحيق كانوا بعيدي الشبه عن القبائل الزنجية.
نهض «وينتربوتوم» بعد ذلك وقال: والآن .. هيا إلى العشاء.
الفصل الرابع
اشتد العداء بين «إيزولو» و«واكا» في السنوات الخمس الأخيرة منذ أن حطم الرجل الأبيض أسلحة «أوموارو»، وكان شعارهم في «أوموارو» يقول: «اقتل وخذ الرأس».
أصبح العداء بين الفريقين عنيفا، وتسربت إلى الآذان حكايات كثيرة عن التسمم.
Bog aan la aqoon