131

كانت إهانة كبيرة بالنسبة ل «إيزولو»، لكنه حاول أن يبدو هادئا. - ألم تسمعني؟ الرجل الأبيض يريد أن يعرف اسمك. - قل للرجل الأبيض أن يسأل أمه وأباه عن اسميهما.

تبادل الرجل الأبيض ومترجمه الحديث، قطب الرجل الأبيض وجهه، ثم ابتسم وشرح الأمر للمترجم الذي أخبر «إيزولو» بأن السؤال لم يكن يبعث على الإهانة، وإنما هي طريقة الرجل الأبيض .. تطلع الرجل الأبيض إلى وجه «إيزولو» بشيء من العبث، وحذره من عدم إظهار الولاء لأوامر الحكومة، وأنه إذا أظهر مثل هذا الازدراء مرة أخرى فسيكون عقابه شديدا.

قال «إيزولو» للمترجم: قل له بأنني ما زلت في انتظار سماع رسالته.

لم يقل المترجم ذلك، لوح الرجل الأبيض بيده غاضبا، وارتفع صوته، ولم يكن «إيزولو» في حاجة لأن يقول له أحد إن الرجل الأبيض قال بألا يقاطعه أحد مرة ثانية، أصبح الرجل الأبيض بعد ذلك هادئا، وتحدث عن مزايا الإدارة البريطانية حديثا لم يكن يرغب في التفوه به ؛ لأنه يعتبره مجاملة إذا ما تحدث به شخص آخر، غير أنه لم يستطع أن يمنع نفسه في مواجهة عدم الاهتمام الذي يبديه ذلك الكاهن المعبود، الذي كان على وشك إسداء معروف كبير له بإعلائه فوق كل أتباعه .. لم يتقدم «إيزولو» بالشكر، لكنه أظهر مزيدا من الاحتقار.

لم يعرف «كلارك» ماذا يضيف .. كان الحديث يزيده غضبا، لكنه في النهاية وبفضل انضباطه الذاتي الجدير بالاعتبار، ومن خلال اللحظة القصيرة التي تبادل فيها الحديث مع المترجم استطاع أن يمزح ويخاطر بنفسه، ثم قدم اقتراحا ل «إيزولو».

لم تتغير تعبيرات وجه الكاهن عندما واتته الأخبار، وظل صامتا، ثم عرف «كلارك» أن اقتراحه يتطلب بعض الوقت حتى يستقر في عقل «إيزولو» فقال: حسنا، هل وافقت على العرض أم لا؟ أنا .. أعرف .. أن .. ذلك .. خارج .. نطاق .. الإحسان.

قل للرجل الأبيض إن «إيزولو» ليس كبيرا لكهنة أي إله سوى «أولو».

صاح «كلارك»: ماذا؟ هل التابع مجنون؟

قال المترجم: أعتقد ذلك.

قال «كلارك» بغضب: في هذه الحالة يجب أن يعود للسجن، يا لها من وقاحة! إن العراف يخدع الإدارة البريطانية.

Bog aan la aqoon