Saxiix Wa Daciif Taariikh Tabari
صحيح وضعيف تاريخ الطبري
Noocyada
المبحث الثالث منهج الطبري في تاريخه
(أولا): المنهجية عند الطبري:
بدأت تدوين العلوم عامة، وكتابة التاريخ خاصة في منتصف القرن الثاني الهجري كما سبق، وكانت بشكل ابتدائي وكيفي، ثم اتجهت العلوم إلى التدقيق والتنظيم والترتيب في القرن الثالث الهجري.
وكان الطبري رحمه الله يتسم بالموسوعية والشمولية من جهة، والتدقيق والتنظيم والمنهجية من جهة ثانية، وكان منهجه واضحا ومنظما في مختلف العلوم والفنون التي شارك فيها، وكان يصرح بخطته ومنهجه في مقدمات كتبه ومصنفاته.
وبلغ التحقيق والترتيب والمنهجية في كتابة التاريخ قمته عند الطبري، فكان أكثر من غيره تنظيما، وأميل إلى تنسيق الحوادث وترتيبها (¬1)، ولذلك يعتبر الطبري شيخ مدرسة التاريخ المنقول التي امتدت خلال القرون الثلاثة السابقة، وكان الطبري يقصد تحري الدقة في نقل الخبر، دون أن يتحول التاريخ على يديه إلى مجال التحليل والنظر العقلي والاستنتاج.
وصرح الطبري بمنهجه في مقدمة تاريخه، والتزم بهذا المنهج، فقال:
"وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن المتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه، مما أني راسمه فيه، إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار
Bogga 99