الإسلامي أوسع بكثير من تأريخ الطبري وأشمل منه كذلك- إلا أننا اكتفينا بذكر الضوابط التي نراها لزاما للباحث في مجال تأريخ الطبري وتخريج رواياته والله أعلم.
ونضيف هنا شروطا أخرى ذكرها بعض من أساتذتنا الأفاضل:
تاسعا: يقول الأستاذ عمر عبيد حسنة: كما أن من الخطأ التربوي والثقافي والديني أيضا الاقتصار على إبراز الجوانب المشرقة وتضعيفها في التأريخ الإسلامي وتصوير مجتمع المسلمين على أنه مجتمع ملائكة معصومين من الخطأ -وتغييب أو إسقاط فترات الانكسار والهزيمة والسقوط التي قد تمثل النقاط السوداء والسلبية في مسيرة الأمة- إذا ما تمت معايرتها بالقيم وإن كانت مساحتها في التأريخ الإسلامي لا تكاد تذكر أمام الإنجازات العظيمة والعطاء الحضاري (¬1).
التفاصيل العملية لمنهج إعادة كتابة التأريخ الإسلامي ومنها مسألة نقد المتن والإسناد:
وهنا نركز بالذات على أبحاث أستاذنا الفاضل أكرم ضياء العمري الرائد في مجال تطبيق قواعد المصطلح والجرح والتعديل لنقل وتقييم الرواية التأريخية.
وما سنذكره هنا من شروط وضوابط مأخوذة من عدة أبحاث وكتب لأستاذنا العمري ورأينا في جمعها في فصل واحد فائدة عظيمة والله أعلم.
نظرا لأن المصادر المتعلقة بالحديث والعلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي معظمها يسرد الروايات بالأسانيد، فلا بد من تحكيم قواعد علماء المصطلح في نقد هذه الروايات مع عدم التخلي عن الروايات التي لا تصل إلى مستوى الصحة الحديثية، ففي الأبحاث التاريخية تعتبر الروايات المسندة من طرق رواة لا يبلغون مستوى الثقات أفضل من الروايات والأخبار غير المسندة، لأن فيها ما يدل على أصلها، ويمكن من التحكم بنقدها وفحصها بصورة أفضل من الأخبار الخالية من السند.
أما في الدراسات المتصلة بالعقيدة والشريعة فلا بد من الاعتماد فيها على
Bogga 48