يقول الأستاذ شاكر مصطفى عند تقييمه لمنهج الطبري في تأريخه:
[وأهم ما يؤخذ على الطبري في منهجه: ضمور النقل عنده- كان يقف خارج الأحداث وخارج الرواية نفسها في برود عقلي واضح] (¬1).
ويقول الأستاذ أكرم العمري [ويذكر الطبري روايات تأريخه بالإسناد، ورغم أنه ينتقيها من كتب الأخباريين لكنه لم يحاول استخلاص الروايات الموثقة بل ترك للقارئ حرية النقد والترجيح مكتفيا بالعزو إلى مصادره التي نفد معظمها وبذلك حفظ لنا مادة تأريخية واسعة تحتاج دراستها إلى موازين نقدية واضحة قبل اعتمادها في التدليل والتعليل لأنها تمثل مدارس فكرية وسياسية متنوعة فلا غرابة إذا تضاربت آراؤها ورواياتها في الأحداث (¬2).
قلنا: إن مجرد وجود الروايات المنكرة (في تاريخ الطبري) أو المستشنعة والتي لا أصل لها من الصحة حسب تعبير الطبري نفسه وتراكمها لقرون طويلة دون تمييزها إلى صحيح وضعيف أدى بالنتيجة إلى ترسيخ أباطيل وأوهام وطاقات في أذهان الناس عن أحداث التاريخ الإسلامي ولكن لا حقيقة لها في الأصل أو كما قال الطبري لا أصل لها من الصحة ولا بأس أن نذكر هنا مقولة شيخ من شيوخنا الأجلاء ألا وهو الشيخ صادق المزوري (وهو من أقران الدكتور القرداغي ومن كبار تلاميذ الشيخين مصطفى البنجويني وطاهر البرزنجي) وكان يتحدث عن روايات الطبري الكبير وما في صفحاته من أخبار غير صحيحة لا بد من بيانها فقال إن الطبري عرف كإمام ثقة في الفقه والتفسير والحديث فلما أن كتب تأريخه الضخم وانتشر بين الناس بعد وفاته أعطى الناس لمروياته تمام الثقة اه.
قلنا: ولم ينتبهوا إلى تحذيره وهو أي الطبري من الأخذ بكل ما جاء في تأريخه فلم يعتد الناس بما في مقدمة تأريخه ولكن أخذوا بعين الاعتبار أنه محدث ثقة حافظ فصدقوا كل ما في تأريخه وتلك مصيبة تركت أثرها في كتابة التأريخ الإسلامي إلى يومنا هذا.
2 - عدم التركيز أو الاهتمام اللازم بوقائع تأريخية هامة كبناء المسجد النبوي
Bogga 36