المعلومات التي دونها والفترات التاريخية التي غطاها لكن كتابه (أنساب الأشراف) أحسن انتقاء للروايات وأنقى للأسانيد وأكثر اتفاقا مع روايات أهل الثقة والصدق من تأريخ الطبري (¬1).
قلت: ويعتبر البلاذري قمة التطور في علم الأنساب بدأ بالنسابة أبي اليقظان 190 ه ثم هشام الكلبي (204) والهيثم بن عدي (206 ه) ومصعب الزبيري (233 ه) وأخيرا البلاذري (279 ه) وهؤلاء يشكلون المحطات البارزة ولا يعني أن غيرهم لم يكن له دور في سلم التطور التأريخي هذا بل هم كثيرون.
4 - الإمام المؤرخ المحدث المقسر محمد بن جرير (أبو جعفر) الطبري 224 ه-310 ه:
عصره: عاش الإمام الطبري رحمه الله تعالى في ظل الخلافة الإسلامية على عهد العباسيين ولم يتجاوز السابعة من عمره حتى انتهى عصر القوة العباسي وبدأ ما يسميه المؤرخون العصر العباسي الثاني.
كان عصر الطبري من الناحية السياسية عصر خلاف ونزاع على السلطة المركزية بين اتجاهات مختلفة.
وفي الوقت نفسه كان عصر ازدهار علمي بكل ما تعنيه الكلمة وكان سوق التبويب والتصنيف رائجا حتى أن الحكام على اختلاف نزعاتهم كانوا يتوددون إلى العلماء ويتنافسون على دعمهم وتقريبهم من مجالسهم.
ولقد عاش الطبري رحمه الله سبعة عقود (أو أقل) من عمره في القرن الثالث الهجري وعقده الأخير في مطلع القرن الرابع.
ويعتبر الباحثون القرن الثالث الهجري قرن المؤرخين الكبار أو العمالقة الذين مثلوا قمة النضج في كتابة التأريخ سواء كان بطريقة الحوليات أو مرتبا حسب الحوادث السياسية أو على شكل طبقات أو أنساب ... إلخ.
وهذه أسماء أبرزهم:
1 - ابن قتيبة الدينوري ت 213 ه[صاحب كتابي عيون الأخبار والمعارف].
Bogga 23