137

Sahih Al-Athar wa Jameel Al-Ibar min Seerat Khair Al-Bashar ﷺ

صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ

Daabacaha

مكتبة روائع المملكة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Goobta Daabacaadda

جدة

Noocyada

مهم في الآية، فالله ﷾ يقول: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ فالله هو الذي أسرى بعبده، ولم ينسب الرسول ﷺ الإسراء إِلى نفسه، فالذي يكذب بالإسراء إِنما يطعن في قدرة الله ﷾ (١).
٣ - قالت عائشة ﵂: (لمّا أُسْري بالنبيّ ﷺ إلى المسجد إلاقصى، أصبح يتحدّث الناس بذلك، فارتدّ ناس ممّن آمن، وسعوا إِلى أبي بكر، فقالوا: هل لك في صاحبك، يزعم أنّه أُسْريَ به الليلة إِلى بيت المقدس! قال: أوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن قال ذلك لقد صدق. قالوا: وتصدِّقه! قال: نعم، إِني لأصدِّقه بما هو أبعد من ذلك، أصدِّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سُمِّي الصدِّيق) (٢).
٤ - لقد كان إِخبار النبيّ ﷺ لقريشٍ عن حادثة الإِسراء والعراج شيئًا يعجز الإِنسان عن وصفه، فقد أبان النبيّ ﷺ عن شجاعة نادرة، وقوة في الحقّ لا يخشى فيه أحدًا من الخلق.
٥ - لقد وقف ﷺ بالحجر يخبرهم عن قصته بكل ثبات، وبكل ثقة، لا يبالي من صدّقه أو كذّبه، فهو يخبر بقضيّة عاشها بكل ذرّات جسده، عاشها بكل لحظاتها، فانطلق يصفها بكل تفاصيلها، وقد أكرمه الله برفع الحجب بينه وبين بيت القدس وجلاّه له ينظر إِليه ويصفه لهم.
٦ - في اختصاص الصلاة بتشريعها في العراج بيان لمكانتها، فهي عمود الإِسلام، وكونها شرعت في أول الأمر خمسين صلاة ثم خفضت إِلى خمس صلوات في

(١) القسطلاني، المواهب اللدنية ٣/ ١٥، وانظر: فقه السيرة لزيد الزيد ص ٢٥١.
(٢) الذهبي، السيرة النبوية (١/ ٢٠٢)، والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ٦٢ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

1 / 140