133

Sahih Al-Athar wa Jameel Al-Ibar min Seerat Khair Al-Bashar ﷺ

صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ

Daabacaha

مكتبة روائع المملكة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Goobta Daabacaadda

جدة

Noocyada

الإسراء والمعراج
قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (١).
قال الزهريّ: (أُسْريَ برسول الله ﷺ قبل خروجه إِلى المدينة بسنة) (٢).
أسْرِيَ به ﷺ بجسده يقظة لا مناما -على الصحيح من قول الصحابة والعلماء- من المسجد الحرام إِلى بيت المقدس راكبًا البُراق صحبةَ جبريل ﵇، فنزل ثَمَّ، وأمَّ بالأنبياء ببيت المقدس فصلَّى بهم (٣)، وربط البُراق بحلقة باب المسجد.
وقد عُرِجَ به تلك الليلة إِلى السماء الدنيا، ثم للتي تليها، ثم الثالثة، ثم إِلى التي تليها، ثم الخامسة، ثم التي تليها، ثم السابعة، ورأى الأنبياء في السموات على منازلهم، ثم عرج به إِلى سدرة المنتهى، ورأى عندها جبريل على الصورة التي خلقه الله عليها، وفرض الله عليه الصلوات الخمس تلك الليلة (٤).
وقد ساق الإمام البخاري حديث الإسراء والمعراج عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة ﵄: أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به: (بينما أنا في الحطيم، وربما قال في الحِجر، مضطجعا، إِذ أتاني آت قال: وسمعته يقول: فشق -ما بين هذه إِلى هذه- فقلت للجارود وهو إِلى جنبي: ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إِلى شِعْرته، فاستخرج قلبي، ثم أُتِيت بطست من ذهب مملوءة إِيمانا، فغسل قلبي، ثم حُشي ثم أعيد، ثم أُتِيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض- فقال له الجارود: هو

(١) سورة الإسراء، آية ١.
(٢) ابن هشام، المصدر السابق (١/ ٣٩٦).
(٣) انظر: صحيح مسلم في الإيمان ح (١٧٢).
(٤) انظر: صحيح البخاري، بدء الخلق، باب ذكر الملائكة ح (٣٢٧٠).

1 / 136