مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ ١، وقال آخرون "مِن" هذه للتبعيض لأنهم أمِروا بالغَضِّ عما يحرُم النَّظرُ إليه. ومن الباب ﴿يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ ٢ إي إيّاه. ومنه ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي﴾ ٣ ومنه قوله٤:
يومًا بِأجُوَدَ نائلًا منه إذا ... نَفْسُ البخيل تجَهَّمَتْ سُؤالَها
ومنه ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ ٥. و"تواضَعَتْ سورُ المدينة" و٦:
رأت مَرّ السنين أخّذْنَ مِنّي
و:
طُولُ الليالي أسرعَتْ في نقضي٧
و:
صَرف المَنايا بالرّجال تقلَّبُ٨
وقال الجَعْدي٩:
جَزِعتَ وقد نالَتْكَ حَدُّ رماحنا ... بِقوهاءَ يُثِني ذِكْرها في المحافِلِ
باب الاثنين يعبر عنهما بهما مرّة وبأحدهما مرة:
قال أبو زكريا الفراء: تقول العرب: "رأيته بعيني، وبعينَيَّ" و"الدار في يدِي، وفي يدَيَّ". وكل اثنين لا يكاد أحدُهما ينفرد فهو على هذا المثال مثل:
١ سورة النور، الآية: ٣٠.
٢ سورة آل عمران، الآية: ٢٨.
٣ سورة المائدة، الآية: ١١٦.
٤ ديوان الأعشى: ١٤٥. والنائل: العطاء.
٥ سورة الرحمن، الآية: ٢٧.
٦ ديوان جرير: ٣٤١، والمقتضب: ٤/ ٢٠٠، وعجزه:
كما أخذ السرار من الهلال
٧ المقتضب: ٤/ ١٩٩ ونسبته إلى الأغلب العجلي، وفي شرح أبيات سيبويه: ١/ ٣٦٦.
٨ ديوان طفيل الغنوي٤٠. ولسان العرب: مادة "سلف"، وصدره.
مضوا سلفا قصد السبيل عليهم
٩ ديوان النابغة الجعدي: ٢٢٥، وفي الأصل: بقوهاء، ولا وجه له. ويقال: طعنة فوهاء، أي: واسعة.