لا تهدموا محلات الحكومة وأبنيتها إلا إذا كانت معقلا ولا تتلفوا أثاثها لاحتياجكم إليها في المستقبل. (13)
إذا أسقطتم مدينة أو قرية فلا تتركوها منحلة، بل الواجب ترتيب حكومتها المؤقتة. (14)
حافظوا على المستشفيات وكافة أدواتها وأجزائها. (15)
ارفقوا بجرحى خصومكم الساقطين في الحرب، فلا شيء يستحق الرفق والعطف مثل الجريح الذي يعاني من ألم جراحه ما يدمي القلوب ويبكي العيون.
وهذا مثال مما كتبه باقر الشبيبي في «الفرات» في العدد 5 المؤرخ في 3 محرم الحرام سنة 1339ه، قال بعد تمهيد يتصل بالجريدة واستئنافها الصدور:
رأي الأمة وكتاب الحاكم العام
وقفنا على صورة كتاب الحاكم العام إلى المقام الروحاني المنتشر في جريدة العراق المؤرخة في 30 آب (أغسطس)/17 ذو الحجة سنة 1338، وفي منشورات مستقلة وزعتها الطيارات، فشكرنا تودده للمقام العالي، ولما كان مشتملا على أشياء لا تتفق مع مراده، بل كانت على العكس نقيضا للغرض الذي أفاض فيه رأينا إيقافه على جلية الأمر، وإطلاعه على رأي الأمة الأخير، فينكشف لعدل الدول من ضلل الناس وطوح بالبلاد والعباد، ثم نسأل الدول بعد ذلك أن تحكم على مسبب المصائب في العراق لينال لعنة العالم المتمدن.
هون عليك يا ممثل الدولة الإنكليزية، إن الأمة التي ناصبتها العداء وحكمت فيها السيف فأرقت دماءها وأزهقت أرواحها عداء محضا وتحكما صرفا، بلا خوف من الحق ولا وجل من العدل، ستقف وإياك أمام محكمة التاريخ ليعلم من هو المجرم الذي أتلف النفوس وجنى على البشرية بلا رحمة ولا عطف، فالويل لمن صبغ الأرض بدماء أبرياء.
يا ممثل الدولة الإنكليزية، ماذا صنعت أمة العراق المظلومة حتى تستحق من ضباط الاحتلال هذا الفتك الذريع والتمثيل الشنيع والهتك الفظيع! أفعال تخجل منها العصور الأولى، وتشمئز من فجايعها قرون الظلمة والظلم، ويل لكم يا ضباط الاحتلال من ظلامة أمة كان جواب مطالبها الشرعية حز الرءوس وتوصيل الأعضاء وحرق الجثث والتمثيل بالنفوس المحترمة، ليت الذين رفعوا مقامكم في العراق لتغرسوا محبتهم في القلوب يشهدون ماذا أنتم تعملون وتقترفون، ليت الذين بعثوكم للحرية والمساواة يشهدون فصلا واحدا من المأساة التي قمتم بها بظلمكم وتضليلكم، فالمحنة التي أوجدتموها في العراق سوف تبقى آثارها بالمقام الرفيع.
يا ممثل الحكومة الإنكليزية، أنت بسياستك الرشيدة، بسلوكك العجيب، بحزمك الغريب، بحصافة رأيك، برصانة عقلك، أنت بتدبيرك الحكيم أفسدت على حكومتك سياسة أجيال في الشرق كله لا في العراق وحده، فأنت وحدك المسئول أمام الله وأمام العدل والقانون عن الجرائم التي ارتكبتها في العراق من المظالم التي أنزلتها بالأمة حتى امتلأت فيها دوائر ظلمك وغصت بها زوايا جورك، فأنت وحدك بإظهارك العداء، وبإعلانك سفك الدماء، شوهت محاسن المدنية الإنكليزية، وكتبت لثلاثة ملايين من أبرياء العراق أن تزول ثقتهم من كل بريطاني، وإن كان مثالا صحيحا للعفة وطهارة الوجدان، فيا مسبب مصائب العراق، يا سفاح الإنكليز، لقد جنيت على حكومتك الموقرة جناية ما روى التاريخ نظيرها لسفاح قبلك، أهكذا يكون جزاء الذين رفعوا مقعد حكمك وأجلسوك على منصة لست لها وليست لك، هي للسياسي المحنك، للحاكم الرشيد، للمدير القدير، منصة يتربع عليها العدل والإنصاف لا الظلم والاعتساف، فويل لمن أقامك تمثالا للقسوة والغلظة.
Bog aan la aqoon