وكان ممن بايع الإمام محمد بن إبراهيم من أعلام أهل الحديث الذين يأتمون بأبي بكر وعمر وعثمان: أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وعبد الله بن علقمة، وغيرهم.
القرن الثالث
الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي (246 ه)
* سئل الإمام القاسم بن إبراهيم، عن الصحابة فأجاب بقوله تعالى: ?تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون? (البقرة/134). قال القرشي: وهذا دليل على أنه لم يكن يسب ولا يرتضي السب(1).
* وجاء عنه أنه قال: «ننكر أفعالهم ونسخط ، ولا نقول قول الرافضة فنفرط». قال الإمام يحيى بن حمزة: وهاتان الروايتان قد رويتا بحضرة المؤيد بالله. ثم قال: وهذا تصريح منه بتحريم الأذية والسب. وقال: وكلتا الروايتين دالة على سلامة الأمر من جهته في حقهما، ولهذا صرح بأن قول الرافضة إفراط وغلو، وليس يرتضيه مذهبا لنفسه، ولو كان صوابا وحقا لقال به، وحاشا بصيرته النافذة وورعه الذي فاق به نظراءه أن يصدر من جهته ما لا يليق بذلك(2).
* وسأله ولده محمد بن القاسم : عن قول الله عز وجل: ?لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ?(الفتح/18). فقال: «كل مؤمن زكي، بايعه تحت الشجرة، فقد رضي الله عنه، كما قال لا شريك له»(3).
وأشد ما يروى عنه في هذا الصدد أنه سئل عن الشيخين فقال: «كانت لنا جدة صديقة ماتت وهي غاضبة، ونحن غاضبون لغضبها». وهذا لا يخرج عن التوجع وعدم الرضا إلى السباب والبراءة.
Bogga 67