وأما ما جاء في خطبة الإمام علي المشهورة بالشقشقية: « أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا»(1). فإنه لا يخرج عما نحن بصدد الكلام عنه، وفيه يقول الإمام عبد الله بن حمزة: « ما روت الإمامية والزيدية من قوله: «والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا لا ترقى إلي الطير ولا غثاء السيل». فإنا نقول: وكذلك الأمر؛ لأن أبا بكر لم يكن ينكر شرف بيته ولا علو صيته، وأنه - كما قال - من الرئاسة بمحل القطب من الرحا، وأنه في علو شرفه بقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحيث لا يرقى إليه الطير ولا غثاء السيل؛ ولكن ما في هذا مما يدل على أنه علم إمامته ضرورة؛ لأنه لم يصرح بلفظ علمه بالإمامة، وإنما ذكر أنه علم أنه محلها ومستحقها، ومن يعتذر له يقول: إنه لا يشك في ذلك، وإنما تقدم، وقبل البيعة مخافة الفتنة، وأن يتراخى فتثب عليها الأنصار فتخرج عن قريش، ولهذا استقال لما استقر الأمر، وقال: «من يأخذها بما فيها». وكذلك قوله: «وليتكم ولست بخيركم». إلى غير ذلك»(2).
موقف الجيل الأول من أهل البيت
لم يختلف موقف أبناء علي وأهل بيته عن موقفه تجاه متقدميه في الخلافة، فلم يرو عن أحد من صلحاء أهل البيت وأكابرهم سب أو براءة أو تجريح، وإليك بعض ما روي عنهم في ذلك:
Bogga 45