ومما يحسن التنبيه عليه هنا أن انتقاد بعض أئمة الزيدية الصريح لمن تقدم الإمام عليا في الخلافة، أو تسبب في إغضاب الزهراء، جعل بعض الأتباع يخلطون بين التشكي والنقد الموضوعي الذي مضى عليه الأئمة، وبين البراءة والسباب الذي درج عليه بعض الغلاة، فبالغوا في الانتقاد إلى درجة النقمة والتطاول، والخروج عن الوسطية والأدب، خصوصا مع ظهور الكتب التي تسوق الأحداث التاريخية التي جرت عقب موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطريقة تثير حفيظة أنصار الإمام علي ومحبيه، مما دفع بعض الزيدية إلى تبني موقف متشدد تجاه الصحابة الذين كان لهم دور في صرف الخلافة عن الإمام علي، وهذا مما جعل بعض الناس يحملون عموم الزيدية نتيجة ذلك الموقف، ويطلقون على الزيدية أحكاما متسرعة وغير دقيقة، فوضعوهم في مصاف الغلاة الذين يعتبرون النيل من أبي بكر وعمر وعثمان والبراءة منهم دينا يتعين الأخذ به.
ولكن الذي يجب أن يتحراه المنصفون هو النظر إلى موقف الزيدية من خلال ما ورد في كلام سلفهم وأئمتهم وعلمائهم المبرزين، وهو ما ساستعرض طرفا منه فيما يلي:
موقف الإمام علي من متقدميه
يعتبر موقف الإمام علي ممن تقدمه قاطعا لأي كلام سواه؛ لأن الحادث عليه، وهو الأعلم بتقديره، وما يجب عليه تجاهه.
Bogga 39