على وجه التماثل، والمثل العربي جعل سبب الحياة القتلُ، ومن القتل ما يكون ظلمًا فيكون سببًا للفناء وتصحيحُ العبارة أن يقال: القتل قصاصًا أنفى للقتل ظلمًا، والآية جاء خالية من التكرار اللفظي والمثل كرر فيه لفظ القتل فسمَّه بهذا التكرار من الثقل ما سلمت منه الآية، ومن الفروق الدقيقة بينهما أن الآية جعلت القصاص سببًا للحياة والمثل جعل القتل سببًا لنفي القتل وهو لا يستلزم الحياة الخ وقد عدّ العلماء عشرين وجهًا من وجوه الفريق بين الآية القرآنية واللفظة العربية وقد ذكرها السيوطي في الإِتقان فارجع إليه تجد فيه شفاء الغليل.
المنَاسَبَة: ذكر تعالى في الآيات السابقة حكم القصاص ثم عقبه بحكم الوصية للوالدين والأقربين، ثم بأحكام الصيام على وجه التفصيل لأن هذا الجزء من السورة الكريمة يتناول جانب الأحكام التشريعية ولما كان الصوم من أهم الأركان ذكره الله تعالى هنا ليهيء عباده إِلى منازل القدس ومعارج المتقين الأبرار.
اللغَة: ﴿الصيام﴾ في اللغة: الإِمساك عن الشيء قال أبو عبيدة: كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم قال الشاعر:
خيلٌ صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ ... تحت العَجاج وأخرى تعلك اللُّجما
وفي الشرع: الإِمساك عن الطعام والشراب والجماع في النهار مع النيّة ﴿يُطِيقُونَهُ﴾ أي يصمومونه بعسر ومشقه قال الراغب: الطاقة اسمٌ لمقدار ما يمكن للإِنسان أن يفعله مع المشقة وشبِّه