قلت: وحديث القنوت هو من رواية الحسن السبط عليه السلام ولم يذكر فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في كتب أهل البيت عليهم السلام حتى يرد ما قيل من التفرقة،ورواية النسائي هذه يردها تصيرحه هو بذكر الآل كما تقدم وندورها لما تظاهرت عليه الأخبار والحفاظ وأهل البيت عليهم السلام فهي ظاهرة النكارة، وتصريحه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في كثير بقوله: ((وعلى آلي))، فقيل: حديث النسائي لا يعارض القول الصريح، والأمر الفصيح، مع تطرق الاحتمالات إليه لو فرض مساواته لما عارضه؛ والله أعلم، وليقل: اللهم صل على محمد وآل محمد وأعطني كذا، فإن في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يرد والله تعالى كريم وهو أكرم من أن يستجيب واحدة ويرد الأخرى، وهو معنى حديث في المجموع عن علي عليه السلام.
وأن لا يكون حاله كعبد السوء كما حكى الله، عز وجل، وهو أن يتضرع إلى الله يفزع إليه في الشدائد وينساه ويستغني عنه في السراء ونحوها، قال تعالى: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} [يونس:12]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء))، رواه الترمذي والحاكم.
Bogga 17