Safina Munajjiya
السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية
Noocyada
فائدة مهمة جدا: إعلم أنا قد ختمنا باب الذكر المطلق بشيء من الأذكار القرآنية كما ترى وذلك غير ما قد ذكر في غضون مواضع خاصة مقيدة بأوقات وأزمان وغير ما في صدر هذا المختصر وإذا نظرت في الجميع وجدته نصيبا وافرا والمتروك أكثر، فكتاب الله لا تنفد عجائبه وكل ما ذكرناه في جميع المواضع بطرق وأسانيد مختلفة صحيحة تنتهي إلى رجال من الصحابة (رضي الله عنهم) مختلفين، ولم نذكر من أسانيد فضل القرآن المعروفة في (الكشاف) وسائر كتب التفسير، بل ولا ما في (أمالي المرشد بالله عليه السلام) من طريق أبي ابن كعب من حديثه المشهور في فضائل القرآن سورة سورة إلا حديثا أو حديثين في ديباجة الكتاب المذكور تبركا، والسبب أنه قد أشتهر بين المتأخرين عدم صحة ذلك وكل ذلك تقليد تلقاه خلف المتأخرين عن سلفهم وميلا إلى باطل ما رواه الشريف العلوي (رحمه الله تعالى) رواية عن محيي الدين النووي قال في شرحه على (الكشاف) ما لفظه: قال محيي الدين النووي صاحب (الروضة): من الموضوع الحديث المروي عن أبي ابن كعب سورة سورة، قال الصنعاني: وضعه رجل من عبادان، وقال: لما رأيت الناس اشتغلوا بالأشعار وفقه أبي حنيفة وغير ذلك نبذوا القرآن وراء ظهورهم أردت أن أضع لكل سورة فضيلة أرغب الناس بها بما في قراءة القرآن، وقل تفسير خلى من هذه الفضائل إلا من عصمه الله تعالى، انتهى كلام العلوي.
قلت: وهذا باطل يجب طرحه والعمل بخلافه لأربعة وجوه:
الأول: أن قوله: وضعه رجل من عبادان،...الخ غير مصدق، وهل يأمن أن يكون فاسقا من فساق الأمة أو ملحديها ؟!، قال ذلك غمضا في جانب كتاب الله واستنقاصا لقدره وتهوينا لما ورد فيه وأن فضائله موضوعة مكذوبة ليزهد في قدره الذي هو فوق ما روي من لا بصيرة له فأتى بما ظاهره حق عند الجهال، وأما الحذاق فليس له من الحق عندهم لا ذاتا ولا صورة، وبين أن وضعه لذلك منقبة ترد الناس إلى القرآن مع الإقرار بكذب الحديث، فأي فائدة في فضيلة ظاهرها الصلاح من جذب الناس وباطنها الفساد؟!، ولبس الحق بالباطل هذا مع الجهل بحال الرجل ففيه ما ذكرنا.
الثاني: لو فرض العلم به والنقل إليه فهلا قد صرح أنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووجب طرح قوله وجرحه، وقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار؟!))، وهل العامل بقوله إلا مصدقا له وقد كذب ومصدقه مكذب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ؟!، فوجب حينئذ طرحه وتكذيب قوله وصدق ما قلنا.
فإن قيل: فما يؤمنا أن يكون صادقا في قوله فينكشف صحة وضع الحديث فيكون قد علمنا(1) بما هو موضوع كذب في نفس الأمر ؟.
فنقول: هذا نشأ من منازعة النفس وملاحظتها لقوله وقد وجب طرحه وكأن لم يكن ويرجع إلى النظر في طريق توصلنا إلى صحة الحديث وقد وجد فتأمل والله أعلم.
Bogga 150