بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
[ديباجة الكتاب، والسبب في تأليفه وذكر مصادره وتوثيقه]
الحمد لله باريء البرايا، وواسع المنا والعطايا، مجيب دعاء الداعين، وميسر السبيل للساعين، أحمده حمد من كان قصارى(1) حمده الاعتراف بالعجز عن القيام بأداء شكره لصغير من الآلاء، واستغرق فكره في تعرف إدارك أياديه، عز وجل، على عبده الحقير، فأطرق إعظاما وإجلالا ، أنعم تفضلا ، وأحسن تطولا، وأوسع تنفلا، وأوعد إكمالا، له الثناء الجميل، والفضل الجزيل، والشكر الجليل تبارك وتعالى.
والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد على الإطلاق، ومتمما لمكارم الأخلاق، محمد طيب المحتد ، وزاكي الأصول والأعراق، وعلى آله ناشري برود السعادة على أيدي الدهور، وناصبي أعلام السيادة، التي لا حود في عودها ولا قصور.
وبعد: فإن الله -تعالى؛ وله الحمد- خلق الخلق ليمتن عليهم بأنواع الامتنان، ودعاهم إلى ما يستحقون معه الخلود في غرف الجنان، ويسر لهم إلى نيل ذلك طريقين، بعد أن هداهم النجدين، وهما: العبادة بالأقوال والأفعال، فيعملون قليلا، ويستريحون طويلا.
Bogga 9