Safar Namah
سفر نامه
Baare
د. يحيى الخشاب
Daabacaha
دار الكتاب الجديد - بيروت
Lambarka Daabacaadda
الثالثة، 1983
وخمسين فرسخا والقيروان ولاية مدينتها الكبرى سجلماسة التي تقع على بعد أربعة فراسخ من البحر وهي مدينة كبيرة في الصحراء وبها حصن محكم وبجانبها المهدية التي بناها المهدي أحد أبناء أمير المؤمين الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما بعد استيلائه على المغرب والأندلس وهي في هذه الأيام تابعة لسلطان مصر ويسقط البرد في القيروان ولكنه لا يمكث على أرضها ويتجه البحر شمالا ويسير ناحية اليمين الى الأندلس
وبين مصر والأندلس ألف فرسخ وسكانها جميعا مسلمون وهي ولاية كبيرة جبلية ينزل فيها البرد ويتجمد سكانها بيض وشعرهم أحمر وأكثرهم كالصقالبة عيونهم كعيون القطط وتقع الأندلس في نهاية بحر الروم فالبحر شرقي بالنسبة لأهلها وإذا ذهب السائر من الأندلس شمالا جهة اليمين متتبعا الشاطئ فانه يبلغ بلاد الروم وكثيرا ما يغزون الروم من الأندلس
ومن الممكن أن يركب المسافر البر الى القسطنطينية اذا اراد ولكن لا بد من اجتياز خلجان كثيرة عرض كل منها مائتا فرسخ او ثلثمائة فرسخ لا يمكن اجتيازها الا بالسفن والمعابر
وقد سمعت من ثقة أن محيط هذا البحر أربعة آلاف فرسخ وأن فرعا منه يدخل بلاد الظلمات كما يقال وأن نهاية هذا الفرع متجمدة دائما لأن الشمس لا تبلغه
ومن جزائر هذا البحر صقلية وتبلغها السفينة من مصر في عشرين يوما وهناك جزر كثيرة غيرها ويقال ان صقلية ثمانون فرسخا في ثمانين وهي ملك سلطان مصر وتغادرها كل سنة سفينة تحمل المال الى مصر ويجلبون منها كتانا رقيقا وثيابا منقوشة يساوي الثوب منها في مصر عشرة دنانير مغربية
وإذا سار السائر من مصر شرقا يبلغ بحر القلزم والقلزم مدينة على شاطئ البحر بينها وبين مصر ثلاثون فرسخا وهذا البحر فرع من محيط يتفرع
Bogga 85