108

Safar Namah

سفر نامه

Baare

د. يحيى الخشاب

Daabacaha

دار الكتاب الجديد - بيروت

Lambarka Daabacaadda

الثالثة، 1983

البعير فاتخذناه خفيرا وذهبنا معه وقابلنا قومه فظنوا أنهم لقوا صيدا إذ أن كل أجنبي يرونه يسمى صيدا فلما رأوا رئيسهم معنا أسقط في أيديهم ولولا ذلك لأهلكونا وفي الجملة لبثنا معهم زمنا إذ لم يكن معنا خفير يصحبنا ثم أخذنا من هناك خفيرين أجر كل منهما عشرة دنانير ليسيرا بنا بين قوم آخرين وقد كان من هؤلاء العرب شيوخ في السبعين من عمرهم قالوا لي إنهم لم يذوقوا شيئا غير لبن الإبل طوال حياتهم إذ ليس في هذه الصحراء غير علف فاسد تأكله الجمال وكانوا يظنون ان العالم هكذا وظللت أتحول من قوم إلى قوم وأجد في كل مكان خطرا وخوفا إلا أن الله تبارك وتعالى سلمنا منها

وبلغنا مكانا في وسط أرض ملؤها الصخور يسمى سربا رأيت به جبالا كل منها كالقبة لم أر مثلها في أي ولاية وهي من الارتفاع بحيث لا يصل اليها السهم وملساء وصلبة بحيث لا يظهر عليها شق أو التواء وقد سرنا من هناك فكان زملاؤنا في الطريق كلما رأوا ضبا قتلوه وأكلوه وكانوا يحلبون لبن الجمال حيث وجد الأعراب ولم أكن أستطيع أكل الضب أو شرب لبن الجمال وفي كل جهة في الطريق بها شجر به ثمر في حجم حبة السلة كنت أقنع بأكل حبات منها وبعد معاناة مشاق ومتاعب كثيرة بلغنا

فلج

في الثالث والعشرين من صفر (433 1051)

فلج

ومن مكة اليها ثمانون ومائة فرسخ وتقع فلج هذه وسط الصحراء وهي ناحية كبيرة ولكنها خربت بالتعصب وكان العمران حين زرناها قاصرا على نصف فرسخ في ميل عرضا وفي هذه المسافة أربع عشرة قلعة

Bogga 139