Safar Namah
سفر نامه
Baare
د. يحيى الخشاب
Daabacaha
دار الكتاب الجديد - بيروت
Lambarka Daabacaadda
الثالثة، 1983
ومن مصر إلى مكة عن الطريق الذي سرت فيه هذه المرة ثلاثمائة فرسخ ومن مكة إلى اليمن إثنا عشر فرسخا
وتقع صحراء عرفات بين جبال صغيرة كالتلال ومساحتها فرسخان في مثلهما وكان بها مسجد بناء إبراهيم عليه السلام لم يبق منه هذه الساعة غير منبر خرب من الطوب النيئ يصعد عليه الخطيب في صلاة الظهر ويخطب ثم يؤذنون للصلاة ثم يصلون جماعة ركعتين سنة المسافرين ثم يقيمون الصلاة ويصلون جماعة ركعتين أخريين ثم يجلس الخطيب على جمل ويتجه شرقا والناس وراءه وعلى بعد فرسخ جبل حجري صغير يسمى جبل الرحمة هناك يقفون ويدعون حتى وقت الغروب
وقد أوصل ابن شاد دل الذي كان أميرا لعدن الماء إلى جبل الرحمة من مكان بعيد وأنفق في ذلك مالا طائلا ويحمل الماء من هذا الجبل إلى صحراء عرفات حيث عملت أحواض تملأ ماء أيام الحج حتى يتيسر الماء للحجيج وقد بنى هذا الأمير فوق جبل الرحمة طاقا مربعا كبيرا يضعون فوق قبته كثيرا من القناديل والشموع ليلة عرفة ويومه فيرى نورها من مسافة فرسخين وقيل إن أمير مكة أخذ ألف دينار من ابن شادن دل ليجيز له إقامة هذا الطاق
في التاسع من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة (27 ابريل 1051) قضيت الحجة الرابعة بعون الله سبحانه وتعالى ولما غابت الشمس عاد الحجاج والخطيب من عرفات وساروا فرسخا إلى المشعر الحرام ويسمونه المزدلفة وهناك بناء جميل كالمقصورة يصلي فيه الناس ويأخذون منه حجارة الرجم التي يرمونها بمنى والعادة أن يقضي الحجاج هذه الليلة وهي ليلة العيد هناك حيث يصلون الفجر وعند طلوع الشمس يتوجهون إلى منى حيث يضحون وهناك مسجد كبير يسمى مسجد الخيف وليس من المفروض إلقاء خطبة وصلاة
Bogga 136