ويل للمقدسات الزائفة من لحظات الشك، إنها تلقى خلالها من الذين آمنوا بها أكثر مما تلقى من أعدائها. ***
عشرة أعوام مرت لم أر فيها هذه الصورة ...
لقد كانت إذ ذاك تحتل إطارا جميلا، وتتخذ مكانها على الحائط بين عدد من الصور الأخرى، صورة عهد التلمذة اللذيذ.
ولأمر ما تغيرت الحال ... فإذا بيد الزمان، لا يدي أنا تنتزع صور ذلك العهد ... ومن بينها هذه الصورة، وتلقي بها جميعا في صندوق خشبي ... يضم مع هذه الصور عشرات من الرسائل، وقصاصات الصحف والمذكرات.
وانتقل الصندوق الخشبي معنا من منزل إلى منزل، كأنه قطعة من الأثاث حتى فكرت زوجتي آخر الأمر في أن تزين حجرة مكتبي ببعض صور صباي، ففتحت الصندوق، ونفضت ما تراكم على محتوياته من تراب، واختارت ثلاث صور.
الصورة الأولى: أبدو فيها، وقد أمسكت بكمان، وتهيأت للعزف، وصاحت زوجتي: قل لي إذا إنك كنت موسيقيا، لم أخفيت علي ذلك؟ أهذا هو سر حبك للموسيقى إلى الآن؟
والصورة الثانية: أبدو فيها ممشوق القد في ثوب رياضي ممسكا بمضرب التنس.
وصاحت مرة أخرى: يا مضروب ... كان من الممكن أن تصبح بطلا متقاعدا، لماذا هجرت الرياضة؟
وأمسكت بالصورة الثالثة، وصاحت، وهي تغالب الضحك: أنت تتسلق الجبال، وتضرب الخيام؟! في الكشافة كنت؟ وترفض الآن الذهاب إلى رحلة قمرية إلى الأهرام بالترام؟
وصمت حتى فرغت من الأسئلة، ثم شرحت لها الأمر.
Bog aan la aqoon