Saaxiibadda Dhallinyaradayda
صديقة شبابي
Noocyada
كانت أنيتا سعيدة، على الرغم من ضعفها وألمها المستمر. جرت هذه المجادلات من أجل إنقاذ حياتها. حتى بيع أشجار الإسفندان أدخل السرور على قلبها، جعلها تشعر أنها فريدة ومحل تقدير. كان الناس طيبين ولم يسألها أحد شيئا، وهو ما جعلها تلتقط هذه الطيبة وتنشرها في كل شيء حولها. سامحت كل من أمكنها تذكره: مدير المدرسة بنظارته اللامعة، الصبية ذوي الروائح الكريهة في الحافلة، رويل غير العادل، وتيريسا الثرثارة، والفتيات الثريات اللاتي كن يرتدين السترات المصنوعة من أصواف الأغنام، وأسرتها، ووالد مارجوت، الذي كان يعاني في ثورات غضبه. لم تسأم من النظر طوال اليوم إلى الستائر الصفراء الرفيعة في النافذة وفروع وجذع الشجرة التي كانت تراها. كانت شجرة دردار، بخطوطها الصارمة السميكة في الجذع وأوراق بتلاتها الرفيعة التي كانت تفقد هشاشتها وخضرتها الربيعية الحادة، وتزداد صلابة ودكانة مع زيادة نضوجها الصيفي. بدا كل شيء يوجد أو ينمو في العالم يستحق الاحتفاء به.
حدثت نفسها لاحقا أن هذا المزاج ربما كان بسبب الأقراص التي أعطوها إياها لتسكين الألم. لكن ربما لم يكن الأمر هكذا تماما.
كانت قد وضعت في غرفة منفردة لأنها كانت في غاية الإعياء. (كان والدها قد طلب من أمها أن تسأل كم كان ذلك سيكلفهم، فيما لم تعتقد أمها أنهم لن يدفعوا المزيد؛ إذ إنهم لم يطلبوا ذلك.) جلبت لها الممرضات المجلات، التي كانت تنظر إليها لكنها لم تستطع قراءتها؛ حيث إنها كانت تشعر بدوار بالغ وبعدم تركيز إلى حد ما. لم تستطع أن تحدد ما إذا كان الوقت يمر سريعا أم بطيئا، ولم تكن تأبه. في بعض الأحيان، كانت تحلم أو تتخيل أن رويل زارها. كان يظهر رقة غامضة، وعاطفة خفية. أحبها لكن لم يبد الأمر، ممرا يده على شعرها.
قبل يومين من عودتها إلى المنزل، جاءت أمها بوجه لامع جراء حرارة الصيف، الذي حل الآن، وجراء مشكلات أخرى. وقفت على طرف فراش أنيتا وقالت: «كنت أعلم دوما أنني لم أكن عادلة.»
بحلول هذا الوقت، كانت أنيتا قد شعرت بثقوب في ملاءة سعادتها. كان قد زارها إخوتها، الذين كانوا يصطدمون بالفراش أثناء مرورهم به، ووالدها، الذي بدا مندهشا أنها كانت تتوقع أن تقبله، وعمتها، التي قالت إن في إثر عملية كهذه يزداد وزن المرء دوما. ها هو وجه أمها، صوتها يأتي إليها مثل قبضة ملفوفة في شاش.
كانت أمها تتحدث عن مارجوت. كانت أنيتا تعرف ذلك في الحال من خلال ارتعاشة فمها. «كنت تعتقدين دوما أنني لم أكن عادلة مع صديقتك مارجوت. لم أشعر بالراحة تجاه تلك الفتاة، وكنت تعتقدين أنني لم أكن عادلة. أعلم أنك كنت تعتقدين ذلك. هكذا، يتضح الأمر لك الآن. يتضح أنني لم أكن مخطئة تماما على أي حال. كنت أرى ذلك فيها منذ وقت مبكر. أستطيع أن أرى ما لم تستطيعين رؤيته. كان ثمة أثر من الخبث فيها وكانت مهووسة بالجنس.»
كانت أمها تنطق بكل عبارة بشكل منفصل، في صوت مرتفع، غير منتظم. لم تنظر أنيتا إلى عينيها. كانت تنظر إلى الشامة البنية الصغيرة تحت أنفها. كانت تبدو منفرة بصورة متزايدة.
هدأت أمها قليلا، وقالت: إن رويل كان قد اصطحب مارجوت إلى كنكاردين في الحافلة المدرسية في نهاية اليوم في آخر أيام العام الدراسي. بالطبع، كانا وحدهما في الحافلة في بداية ونهاية الرحلة، منذ أن مرضت أنيتا. وقد قالا إن كل ما فعلاه في كنكاردين هو تناول البطاطس المقلية. يا للجرأة! يستخدمان حافلة المدرسة في نزهاتهما وفي القيام بأعمالهما الطائشة. عادا في هذا المساء، لكن مارجوت لم تعد إلى المنزل. لم تكن قد عادت إلى المنزل بعد. كان والدها قد جاء إلى المتجر وهشم مضخات الوقود، ما جعل الزجاج يتناثر حتى الطريق السريع. هاتف الشرطة مبلغا عن غياب مارجوت، وهاتفهم رويل مبلغا عن كسر مضخات الوقود. كان أفراد الشرطة أصدقاء لرويل، وأدين والد مارجوت بتهمة الإخلال بالأمن. مكثت مارجوت في المتجر، حتى تتجنب العقاب الذي كانت ستتلقاه من والدها.
قالت أنيتا: «هذا كل ما في الأمر، إذن ... نميمة غبية ملعونة.»
لكن لا. لكن لا. لا تصرخي في وجهي، أيتها الفتاة.
Bog aan la aqoon