Saaxiibadda Dhallinyaradayda
صديقة شبابي
Noocyada
بطريقة مختلفة
تلقت جورجيا ذات مرة دورة في الكتابة الإبداعية، وكان ما قال لها المحاضر هو: أشياء كثيرة جدا. أشياء كثيرة جدا تحدث في الوقت نفسه، وكذلك أشخاص كثر. وقال لها: فكري. ما هو الشيء المهم؟ ما الذي تريدين أن تلفتي نظرنا إليه؟ فكري.
أخيرا، كتبت قصة عن جدها وقتله الفراريج، وبدا المحاضر مسرورا بها. أما جورجيا نفسها فرأت القصة زائفة. فأعدت قائمة طويلة بجميع الأشياء التي لم تذكرها وسلمتها باعتبارها ملحقا للقصة. قال المحاضر إنها تتوقع أكثر مما ينبغي، من نفسها ومن عملية الكتابة، وإنها ترهقه كثيرا.
لم تكن الدورة خسارة كاملة؛ حيث إن جورجيا والمحاضر انتهى بهما المطاف إلى العيش معا. وهما لا يزالان يعيشان معا، في أونتاريو، في مزرعة. يبيعان توت العليق ويديران دار نشر صغيرة. وعندما تتمكن جورجيا من جمع المال اللازم، تذهب إلى فانكوفر لزيارة أبنائها. في ذلك السبت الخريفي استقلت العبارة إلى فيكتوريا، حيث كانت تعيش يوما. فعلت هذا استجابة لرغبة عفوية لم تثق فيها تماما، وبحلول منتصف ما بعد الظهيرة إذ سلكت ممر ذلك المنزل الحجري الرائع الذي اعتادت زيارة مايا فيه، كان شك كبير يداخلها بالفعل.
عندما هاتفت رايموند، لم تكن متأكدة من أنه سيدعوها إلى المنزل. ولم تكن متأكدة أصلا من أنها ترغب في الذهاب إلى هناك. فلم يكن لديها أي فكرة عن مدى الترحاب الذي ستقابل به. ولكن رايموند فتح لها الباب قبل أن يتسنى لها أن تدق الجرس، واحتضنها محيطا بكتفيها وقبلها مرتين (بالتأكيد لم يكن معتادا على فعل ذلك) وقدم إليها زوجته، آن. قال إنه أخبرها عن الصداقة العظيمة التي جمعت بينهم، هو ومايا وجورجيا وبن. صداقة عظيمة.
ماتت مايا، بينما تطلق جورجيا وبن منذ وقت طويل.
ذهبوا للجلوس فيما كانت مايا تدعوه - بشيء من الحبور الفاتر - «غرفة العائلة». (في إحدى الأمسيات، كان رايموند قد أخبر بن وجورجيا أن مايا لن ترزق بأي أطفال على ما يبدو. وقال: «إننا نبذل أقصى ما في وسعنا ... نستخدم الوسائد وكل شيء. ولكن لم يحالفنا الحظ.»
قال بن في صخب: «اسمع يا رجل، لا يفعل المرء ذلك باستخدام الوسائد.» كانوا جميعا ثملين قليلا. وأردف: «كنت إخالك خبيرا بالعملية بأسرها، لكن أرى أننا يجب أن نتحدث قليلا.»
كان رايموند طبيب توليد وأمراض نساء.
كانت جورجيا آنذاك تعرف كل شيء عن عملية الإجهاض التي أجرتها في سياتل، والتي أعد لها حبيب مايا، هارفي. كان هارفي طبيبا أيضا، جراحا. كانت تعلم بأمر الشقة الكئيبة في المبنى المتهالك، والمرأة العجوز سيئة الطباع التي كانت تحيك سترة، والطبيب الذي وصل مرتديا قميصا، وكان يحمل كيسا ورقيا بني اللون تملك مايا ظن هستيري بأنه يحوي أدوات الجراحة بلا شك. وهو في حقيقة الأمر كان يحوي غداءه: شطيرة من البيض والبصل. وقد ظلت رائحة تلك الشطيرة في أنف مايا طيلة العملية التي أجراها لها الطبيب وتلك السيدة الشبيهة بمدام ديفارج (من رواية «قصة مدينتين»).
Bog aan la aqoon