Saaxiibadda Dhallinyaradayda
صديقة شبابي
Noocyada
تقول أمهما لاحقا: «أظن أنني أستطيع أن أتحول إلى كلب بسهولة بالغة ... أظن أن اسمي سيكون سكيبي.» •••
ابتدعوا اسما للسيدة باتلر: السيدة بانكلر، ثم السيدة بانكل، ثم أخيرا السيدة كاربانكل. كان الاسم يلائمها، دون معرفة ماذا كانت كلمة «كاربانكل» تعني على وجه الدقة (والتي تعني «دملا»)، رأت جوان أن الاسم كان يناسبها، اسم ارتبط بصورة لا تنسى بشيء مكتل، جامد، مزعج، تصعب السيطرة عليه في وجه وشخصية جارتهم.
كان لدى السيدة كاربانكل ابنة تدعى ماتيلدا، لم يكن لديها زوج، فقط هذه الابنة. عندما جلس آل فوردايس عند الشرفة الجانبية بعد العشاء - كانت أمهما تدخن وكان موريس يدخن، أيضا، كرب للأسرة - كانوا ربما يرون ماتيلدا تأتي من الناصية الأخرى، في طريقها إلى متجر الحلوى الذي كان يظل مفتوحا إلى وقت متأخر، أو للحصول على كتاب من المكتبة قبل أن تغلق أبوابها. لم يكن لديها أي أصدقاء، من ذا الذي يجلب صديقا لبيت السيدة كاربانكل ربته؟ في المقابل، لم تبد ماتيلدا وحيدة أو خجولة أو غير سعيدة، كانت ترتدي ملابس جميلة. كانت السيدة كاربانكل تقوم بالحياكة، في حقيقة الأمر، كانت تحقق دخلا من هذا، تفصل وتوضب الملابس لمتجر جيلسبيز لملابس السيدات والرجال. كانت تلبس ماتيلدا ملابس باهتة الألوان، عادة مع جوارب بيضاء طويلة.
قالت أمهما في رقة، وهي ترى ماتيلدا تمر: «رابونزل، رابونزل، أسدلي شعرك الذهبي ... كيف يمكن أن تكون هذه الفتاة ابنة السيدة كاربانكل؟ أخبروني!»
تقول أمهما إن هناك شيئا مريبا في الأمر، لن تدهش أبدا - لن تدهش «أبدا» - إذا اكتشفت أن ماتيلدا ابنة أحد الأثرياء، أو ابنة سفاح، وتتلقى السيدة كاربانكل مقابلا لتربيتها. ربما، على الجانب الآخر، خطفت ماتيلدا وهي طفلة، ولا تعرف شيئا البتة عن الأمر. تقول أمهما: «تحدث مثل هذه الأشياء.»
كان جمال ماتيلدا، الذي أثار هذا الحديث، من النوع الآسر حقا مثل جمال الأميرات، كان جمالا يشبه جمال الشخصيات في القصص المصورة: شعر طويل، متموج، سائب، بني فاتح تتخلله خصلات ذهبية، وقد كان يطلق عليه شعر أشقر في الأيام الخوالي قبل أن تنتشر الصبغات التي تعطي الشعر ألوانا اصطناعية شديدة الصفرة. بشرة بيضاء مائلة إلى اللون الوردي، عينان كبيرتان زرقاوان زرقة خفيفة. ورد تعبير «رقة العاطفة الإنسانية» بصورة غامضة إلى ذهن جوان عندما كانت تفكر في ماتيلدا، كانت هناك رقة في زرقة عيني ماتيلدا، وبشرتها، ومظهرها العام. رقة وجاذبية وعطف، وربما غباء، ألا تملك كل تلك الأميرات في القصص المصورة غشاوة من الرقة، ستارا من الغباء يلف جمالهن الأشقر، روحا جبلت على التضحية غير المبررة، والخيرية الدائمة؟ ظهر كل هذا في ماتيلدا عندما كانت تبلغ الثانية عشرة أو الثالثة عشرة. كانت في نفس عمر موريس، وفي نفس فصله في المدرسة، مع كل هذا، أبلت ماتيلدا بلاء حسنا في المدرسة؛ لذا لم يبد على الإطلاق أنها كانت غبية، كانت معروفة أنها بارعة في هجاء الكلمات.
جمعت جوان كل ما استطاعت من معلومات حول ماتيلدا وصارت تعرف كل رداء ترتديه، كانت تحاول أن تلتقيها، ونظرا لأنهما كانتا تعيشان في المربع السكني نفسه، كان يحدث هذا كثيرا. كانت جوان شديدة الإعجاب بماتيلدا لدرجة أنها كانت تلاحظ كل تغير طفيف تقوم به في مظهرها: هل انسدل شعرها فوق كتفيها اليوم أم أزاحته عن خديها؟ هل وضعت طلاء واضحا على أظافرها؟ هل كانت ترتدي البلوزة ذات اللون الأزرق الفاتح المصنوعة من الرايون التي توجد بها زخارف صغيرة حول الياقة، وهو ما كان يمنحها مظهرا ناعما وعفويا، أم القميص القطني الأبيض المنشي، وهو ما كان يجعلها تبدو كطالبة ملتزمة؟ كانت ماتيلدا تمتلك عقدا من خرز زجاجي، بلون وردي صاف، وكان يجعل جوان عندما تراه على عنق ماتيلدا الأبيض، تفرز عرقا خفيفا تحت إبطيها.
في إحدى المرات ، ابتدعت جوان أسماء أخرى لها، كان اسم «ماتيلدا» يستحضر في الذهن صورة الستائر الداكنة، أبواب الخيم رمادية اللون، امرأة عجوز ذات جلد مترهل. ماذا عن شارون؟ ليليان؟ إليزابيث؟ ثم، لم تعرف جوان كيف تحول اسم ماتيلدا. بدأ يلمع مثل الفضة، كانت هناك حروف في الاسم من الفضة، الفضة غير المعدنية. كان الاسم يلمع الآن في عقل جوان مثل قطعة من الساتان.
كانت مسألة التحية غاية في الأهمية، وكان هناك عرق ينبض في عنق جوان بينما كانت تنتظرها. لا بد أن تتحدث ماتيلدا أولا بالطبع، ربما تقول: «أهلا»، وهي تحية خفيفة، تشي بالصداقة، أو «مرحبا» التي كانت أكثر رقة وشخصية. كانت تقول من حين إلى آخر: «مرحبا، جوان»، وهو ما كان يشير إلى اهتمام خاص واعتبار جاذب للانتباه من جانبها لجوان، الأمر الذي كان يؤدي إلى امتلاء عيني جوان في الحال بالدموع وكان يحملها بعبء مخجل، حساس من السعادة. •••
تضاءل هذا الحب، بالطبع، مثل التجارب وحالات الإثارة الأخرى. اختفى، وعاد اهتمام جوان بماتيلدا باتلر إلى الحالة الطبيعية. تغيرت ماتيلدا أيضا، بحلول الوقت الذي كانت جوان فيه في المدرسة الثانوية، كانت ماتيلدا تعمل، حصلت على وظيفة في مكتب محام، كانت موظفة صغيرة. أما وأنها الآن تحقق دخلا، وأصبحت بعيدة جزئيا عن سيطرة أمها - فقط جزئيا؛ إذ كانت لا تزال تعيش معها في المنزل - فقد غيرت من مظهرها، بدت كما لو كانت تريد ألا تكون مثل الأميرات وأن تصبح مثل الفتيات الأخريات: قصت شعرها قصيرا، وصففته وفق الموضة السائدة آنذاك، بدأت في وضع المكياج، أحمر شفاه بلون أحمر براق جعل شكل فمها يبدو أكثر صلابة، كانت ترتدي ملابس مثل تلك التي كانت ترتديها الفتيات الأخريات: جونلات طويلة، وضيقة، وبلوزات ذات أربطة فضفاضة عند العنق، وأحذية مثل أحذية راقصات البالية. فقدت شحوبها وعزلتها، حيت جوان - التي كانت تخطط للحصول على منحة دراسية لدراسة الفن وعلم الآثار في جامعة تورونتو - ماتيلدا هذه في تحفظ. واختفى آخر أثر من تقديسها لها عندما بدأت ماتيلدا تظهر بصحبة رفيق.
Bog aan la aqoon