Sacd Sucud
سعد السعود
Sanadka Daabacaadda
1363 AH
قوله تعالى وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحبائه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فقال البلخي بلفظه ومن مشهور مذهب النصارى وفيما يتلون من كتابهم ان المسيح قال اذهب إلى أبى وأبيكم وقد يجوز ان يكون لم يقولوا نحن أبناء الله وأحبائه بهذا اللفظ ولكن قالوا ما معناه فأخبر الله عن المعنى بلفظ غير لفظهم فيقال للبلخي ان هذا التأويل ممكن كما أن لفظهم وربما كان عبرانيا أو سريانيا ولفظ القران عربي ويمكن انهم قالوا ما يقتضى صورة اللفظ كما حكاه الله تعالى عنهم ويكون المراد بقول الله تعالى نحن أبناء الله عن النصارى لظهور ذلك في الإنجيل واعترافهم بالتلفظ به وقوله تعالى وأحبائه عن اليهود فيجعل الوصف لكل فريق منهم ولما يليق بظاهر حالهم أو يقول إنه كان لهم سلف اليهود والنصارى يقولون ذلك والخلف يقولون السلف فكانت ولايتهم لهم مشاركة لهم فيما كانوا يقولون وكالموافقة لما كانوا يعتقدون ثم قال البلخي ما هذا لفظه وفي هذه الآية أعظم حجة على من أنكر الوعيد من المرجئة وأجاز ان يعذب الله من لم يخرجه ذنبه من الأيمان ولا زال ولايته وذاك ان المرجئة تزعم أن الفساق مؤمنون وتزعم ان الله تعالى مع ذلك قد يجوز ان يعذبهم في النار، ومنهم من يقول إنه يجوز ان يخلدهم وهذا ما أنكره الله عن اليهود نفسه.
يقول علي بن موسى بن طاووس: من أمر البلخي قال إن في هذا أعظم حجة اما ترى التعصب للعقائد كيف يبلغ إلى هذا الحد الفاسد ولو ادعى ان فيه حجة ولا يقول أعظم حجة كان فيه بعض الشبهة وهل في ظاهر الآية شئ مما قاله لان صفة الولاية والمحبة التي تكون حقيقة مطلقة انه ما يكون لهم ذنب أصلا فكان الله جل جلاله رد عليهم وقال لو كنتم أحباءه من كل وجه كيف كان يعذبكم بذنوبكم والا فكيف يكون وليا من جانب طاعته وعدوا من جانب ذنوبه ومعصيته أو يكون حبيبا من جانب رضاه وعدوا من جانب سخطه ومفارقته فيكون وليا أو حبيبا من سائر جهاته فأنكر
Bogga 198