Farxadda iyo Farxad Galiyaha Taariikhda Aadanaha
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Sanadka Daabacaadda
1957 / 1958
Noocyada
في أن السنة غير نافعة بذاتها لجملة من دون السائس لكن الخاصة
قال أرسطوطيلس إنما ينقاد للسنة من انقاد للكلام وللعظة وإنما ينقاد للكلام والعظة من قد اعتاد العادات الحسنة فإن الإبتداء إنما هو من الأنية أو يكون ممن أوائلها بسهولة فمن لانفقه في نفسه ولا يفقه إذا فقهه غيره فإنه شقي قال وأقول الفاضل في الطبقة العليا هو الذي يبتغي الفضائل من تلقاء نفسه والفاضل في الطبقة الثانية هو الذي يميز لها إذا سمعها من غيره ومن أخطأه الأمران فإنه الساقط الدنيء قال وهذه حال أكثر الناس ولذلك كانوا محتاجين إلى الرقباء والمدبرين وأقول كما أنذ الصبيان محتاجون إلى الرقباء والمدبرين كذلك العامة فإن أخلاقهم شبيهة بأخلاق الصبيان فإنه لا فرق بين الحدث السن وبين الحدث الخلق فإن الفساد ليس هو من جهة الزمان لكن من جهة الحياة مع الأخلاق الرديئة والأمر في هؤلاء اشد لأنه ليس بهين تغير ما قد رسخ وثبت من زمان بعيد قال وأقول الناس أكثرهم عبيد للشهوات محبون لسير البهائم ينفرون من الأدب لميلهم إلى البطالة ويكرهون السيرة الحسنة هربا من المشقة ويحبون الذين يوافقونهم على ما يفعلون و يعادون الذين يضادونهم بالأفعال ولا بد لهم من سائس قوي مدبر يمكنه أن يحملهم على السنة وقال أرسطوطيلس السنة إنما تكون سنة إذا عمل بها وإنما يعمل بها متى كان للناس مدبر وسائس يكمنه أن يحملهم عليها وقال أفلاطن المنقاد للرذائل لاينقاد للوصية والوعظ وإنه لا سبيل إلى تأدبيه بغير القهر والقمع قال ومعتاد العادات الفاسدة لا يحب من نصح له لكن من غشه وخانه وأعطاه ويضره ومناه ما لا حقيقة له قال وكما أن في مرضى الأبدان من لا يحس بعلته ويظن مع ذلك أنه صحيح كذلك في مرضى الأنفس من لا يشعر بمرضه ويظن مع ذلك أنه فاضل فمتى يصغي هذا إلى من يقول له بأنك عليل وكيف يطيع العلاج وعنده أنه لا علة به ومن كان هكذا فإنه لا حيلة فيه سوى القهر الجبر على ما به نجاته وصحته قال وينبغي أن تملأ أذنيه من كلام أهل الحكمة دائما فإنه لا قصد في هذا ولا حد لكن القصد فيه هو إنما هو أن يصغي إليه عمره كله قال أفلاطن والدليل على أنه لا بد للناس من سائس أمر الصبيان فإنه ليس أحد يتركهم في ابتداء نشوهم حتى يكونوا أحرارا فيعملون ما يهوون إذ كان أكثر ما يهوون ضارا لهم فاستعبدوهم بسبب ذلك قهرا فيما يصلحهم وأخذوهم باستعمال الصواب في متصرفاتهم ليعتادوا العادات النافعة لهم ثم خلوهم والتدبير لأنفسهم عند اعتيادهم لها قال ومن البين أن في الناس ناسا لهم جلد وأبدان قوية وليس لهم أنفس ولاعقول بالغة فسبيلهم سبيل الصبيان في أنه لا بد لهم من سائس ومدبر قال وأيضا فإن أكثر الذين لهم ذكاء لا يستعملون فطنتهم فيما ينفعهم لكن فيما يضرهم بسبب اللذة والشهوة والأذى والمخافة
بيان أن السائس ضروري وبالطبع
قال أرسطوطيلس الرياسة من الأشياء الطبيعية لأن الحياة الفاضلة لا تتم إلا بالشركة المدنية والمنفعة بهذه الشركة لا تحصل إلأ بأن يكون كل واحد من الشركاء جاريا على ما يوجبه الغرض في الشركة وأكثر الناس يعترفون بالواجب ولا ينقادون له طوعا ويتزينون بادعاء الجميل ولا يفعلون الجميل شيئا وإما لأنهم يجهلون ذلك أو لأن أنفسهم رديئة فهي وإن حركت إلى الجهة المستقيمة لا يتحرك إليها لكن إلى جهة أخرى لما فيها من الآفة والإنسان إذا جار أضر من السباع الضاربة فأحتيج بسبب ذلك إلى السائس ضرورة ليسوس من لا ينقاد للواجب بالرفق والطوع بالعنف والكره ووصفوا بذلك أنواع العذاب على من لم يطع كما يفعل بالدابة إذا لم تنقد ورأوا من الواجب في أمر من لا (يرجى) برؤه أن ينفا من البلد أو يفنا وليس في أمر إلا بالقوة والضرورة ولا في أمر رجل واحد إلا أن يكون ملكا أو كالملك قال وقد يبين ويظهر أن الرياسة من الأشياء الطبيعية بشيء آخر وهو أن الإشتراكات التي يكون قوامها من أشياء كثيرة ويكون فيها شيء واحد مشترك إما متصل وإما منفصل فإن منه رئيسا ومرؤوسا بالطبع أما المتصل كالحي فإنه من نفس وبدن فالنفس رئيسة بالطبع والبدن مرؤوس بالطبع وأما المنفصل فكما الذكر والأنثى والحر العبد فإن الذكر رئيس بالطبع وكذلك المولى قال ونقول إن الذين لهم جلد وقوة وليس لهم من الفهم ما يعرفون به صلاح حالهم فيسوسون أنفسهم مرؤوسون بالطبع فأما الذين لهم تقدمة النظر بالفكر فإنهم رؤساء بالطبع قال وعسى مباينة هؤلاء الذين لا يجاوز نطقهم حسهم أشد من مباينة البدن والنفس قال أفلاطن وقد تبين أنه لا بد للناس من سائس بوجه آخر وهو أنه لما كانت الحروب دائمة بين المدينة والمدينة والقرية والقرية والرجل والرجل وبين الرجل ونفسه لم يكن بد من حاكم يحكم بينهم وينتصف للظلوم منهم ويستجر النافر إلى الألفة عن البغضاء المحاربة والجابر عن الجور والمغالبة إلى العدل والنصفة وقال أرسطوطيلس إن الفاضل لا يشرف بالرياسة ولكن الرياسة لتشرف به وقال عاصم بن ضمرة قالت الخوارج لعلي بن أبي طالب لا حكم إلأ لله فقال علي نعم لا حكم إلا لله ولكنكم تقولون لا إمارة ولا بد للناس من أمير بر أو فاجر وقال عمر بن الخطاب لا بد للناس من وزعه
القول في صفة السائس
قال أفلاطن في النواميس إنه لما لم يجز أن يكون حافظ البقرة بقرة ولا راعي الغنم شاة ولم يجز أن يكون معلم الجهال جاهلا كان من اللازم أن يكون رئيس البشر بشرا وسائس الناس انسانا وكان من الواجب أن يكون السائس إلاهيا والإلهي هو الحكيم والحكيم هو العالم بالأمور الإلاهية وبالأمور الإنسية قال وإنه ليس يكفى أن يكون عالما فقط لكن الواجب أن يكون راسخا في الحكمة فإنه إن لم يكن راسخا فيها احتاج إلى أن يتوقف في الأمور حتى يستبين الواجب فيها ويلحق من التسويف والتعليق الضرر أو يتخبط فيها فيمضيها على الجزاف وضرر الجزاف أكثر قال ويحتاج أن يكون عالما بسنن من كان قبله وبالأحداث التي كانت قبله وإنها لم كانت وبأي سبب كانت قال قد يظن لمن له طبع جيد وأخلاق فاضلة أنه يستحق الرياسة لا سيما إذا كان قد عرف الأمور الجميلة والأمور القبيحة وليس الأمور كما يظنون وذلك أنه لا يستحق الرياسة إلا المتخرج في الحكمة وذلك بأن يكون عالما بالحساب والهندسة وبالموسيقى فإنه ليس يقوى على التدبير والسياسة ولا يعرف وجوه التقدير إلا بمعرفة العدد
في الفرق بين الظان والعالم
قال أفلاطن وربما اشتبه الأمر على الجاهل فيوهم بالظان أنه عالم والظان هو الذي يعرف الأشياء بظواهرها ولذلك يتكبر عليه وذلك أنه إذا رأى شيئا من الأشياء ثم رأى آخر وهو لم يعلم ذلك لكن ظك أنه شبيه وأما العالم فإنه يعرف ماهية الأشياء ولذلك تتوحد له الأشياء المتجانسة والغلط يكثر في الظن فإن صاحبه حالم لا يقظان قال وإن ذوي الحسن يرون بحال وذوي القبح يرون بحال ويتدحرج فيما بينهما ما هوحسن وليس بحسن والعالم يميز ذلك بمعرفته بالحسن نفسه وبالقبح نفسه وأما الظان فإنه يتحير قال ويحتاج السائس أن يكون مستمرا على العفة فإنه إن لم يكن مستمرا عليها عدل عن طريق الفضيلة بمنازعة القوى له والشهوة قال وأيضا فأنه أن لم يكن مستمرا على العفة لم يمكنه أن يحمل غيره على العفة فإن الكلمة التي تخرج من فم الشره لا تولد العفة وإن أشارت الكلمة إلى العفة ولكنها تولد مثل ما خرجت منه وهو الشره قال ويحتاج السائس إلى أن يكون ثابتا في الشجاعة لأنه إن لم يكن ثابتا فيها أحجم عن كثير من الأمور الفاضلة بسبب المخافة قال ويحتاج أن يكون متواضعا ولا يشتغل بنفسه عن حسن الإصغاء إلى الضعيف والمهين ولا يمتنع بزهوه عن المراجعة قال ويجب أن يكون متسعا بقريحته وفهمه حتى لا يعجب بنفسه فإن المعجب يترك الإستشارة وإن ابتدئ بالرأي لم يقبله وإن كان صحيحا وبينا فيهلك نفسه وغيره قال ليس يجوز أن يكون شيخا ولا حدثا لكن متكهلا فإن الشيخ لا صبر له على الأمور ولا نفاذ عنده والحدث لا تجارب له ومبنى الأمر على التجارب فإنه إنما يتكهن على ما لم يكن بعد بما قد كان من أشباهه ونظائره والتجارب لا تحصل إلا بزمان طويل قال ونقول بأن صحة الإختيار لا يكون من غير انفعال وفعل وإنما يكون ذلك لمن كانت الهيئة الخلقية له فاضلة والتجربة صحيحة قال والسن الموافق للرياسة ما بين خمس و ثلثين إلى الخمسين قال ويجب أن يجربوا أولا ثم يولووا وسبيل النجربة أن يخادعوا فيرغبوا في الأشياء اللذيذة ويمكنوا منها فإن لم يتخدعوا خوفوا بالأشياء المفزعة فإن لم يفزعوا قيض لهم من يغالطهم فإن لم يتحيروا قلدوا حينئذ وقال فرفوريوس المستحق للرياسة هو الذي قد دبر أمر نفسه على الصواب وأمر بيته على الصواب ويمكنه أن يدبر أمر المدينة على الصواب قال وذلك أن الصانع هو الذي يمكنه أن يرقى الكمالات التي تكون في صناعته إلى الكمال الأكمل ويكون له مع ذلك كمال الأمر والنهي و قال أرسطوطيلس إن الفضائل يجب أن تكون في الرئيس تامة وفي كل واحد من الناس بقدر ما يصلح له والأشياء التي يجب أن يكون المرؤوس قويا عليها يجب أن يكون الرئيس عالما ومباينا لإستدعائها وأنه ليس يكفي السائس أن يكون عالما بالفضائل والسنن من دون أن يكون قد استعملها أولا في نفسه قال والفاضل التام هو الذي يمكنه مع ذلك أن يستعملها في غيره قال وإنه ليس يكفي الطبيب أن يعلم العسل والخربق والكي حتى يعلم أن كيف ينبغي أن يعالج بكل واحدة من هذه ولمن وبأي حال وبأي مقدار وأنه ليس يحصل للطبيب العلم بهذه المعاني من دون الإستعمال كذلك السائس غير أن الطبيب يكفيه أن يستعملها في غيره فأما السائس فإنه يحتاج أن يعلمها من نفسه لأن علم الأخلاق أشق وآفات النفس أغمض وأدق قال أرسطوطيلس ومنزلة الوالي من الرعية منزلة الروح من الجسد ومنزلة الرأس من الأركان وبالوالي مع فضل منزلته من الحاجة إلى صلاح رعيته مثل ما بالرعية إلى صلاح الوالي فإنه كما لا صلاح للجسد دون الروح كذلك لا بقاء للرأس من بعد ذهاب الأركان قال ويجب أن يكون ظاهر البغض ظاهر المحبة لأن المداهنة إنما تكون لذوي الجبن والمهانة وقال وربما موه إلا أنه يموه بسبب الآخرين وذلك لأن أكثر الناس إنما يعيشون بالرخاء وقال أفلاطن وإنه ليس يجوز للبالغ في الحكمة أن يتقبل بأمر مدينته أو يكون أهلها متشابهون ومتناسبون فإن لم يكونوا كذلك بل كانوا [؟] الأدب كان الصواب أن يتنحى عنهم وأن يتوارى خلف سوتين صغير متغنما للنزاهة والسلامة حتى يعيش في الدنيا طاهرا تقيا ويخرج منها إلى الآخرة زكيا نقيا من دنس الآثام وممتلئا من رجاء الرحمة والرضوان
هل يجوز أن ينتظم رياسة واحدة برئيسين
قال بعد الحدث من المتفلسفين إنه متى لم تجتمع جميع خصال الخير في رئيس واحد وبعد أن تجتمع وجب أن تقام الرياسة بنفسين وذلك مثل أن يكون أحدهما حكيما ولا قوة له على القيام بالرياسة وتكون لآخر قوة على ذلك قال وكذلك هذا في جماعة فإنه قد يجوز أن يكونوا بجملتهم على سبيل التعاون رئيسا واحدا قال أبو الحسن ما قاله هذا الإنسان لا معنى له وليس يجوز أن يكون الرأس أكثر من واحد وإنما الرياسة بالرأي فمن لا رأي له لا يستحق الرياسة وإذا وجد حكيم لا قوة له كان السبيل فيه أن تعصب به الرياسة ثم يكون القوي على إجزاء الأمور كالنائب عنه بأمره يرجع في إجزاء الأمور إلى رأيه في صغير أمره وكبيره فإن عصبت الرياسة بالقوي كان الحكيم كالوزير والمشير هذا عسى يجوز أن يكون فأما أن تكون الرياسة لاثنين من غير أن يكون واحدهما تحت الآخر فإنه لا سبيل إليه ولا وجه له البتة وقال أرسطوطيلس واجب على الملك أن يخاف من يصلح لمكانه فيداريه ويحذره وهكذا سبيل كل ما لا يمكن أن يكون فيه اثنان قال أبو الحسن فقد أفصح وبين بأنه لا يمكن أن يكون في الملك اثنان وقال الله تعالى لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا وقال سابور بن أردشير وكما أن الملك لا يصلح بالشركة كذلك الرأي لا يصلح بالإنفراد وقال أفلاطن إنه لا سبيل إلى استقامة السياسة إلا بالرئيس الراسخ في الحكمة وذلك أنه إذا استعان بغيره فإنه لا يصبر على ما يراه له ويشير به عليه
Bog aan la aqoon