Farxadda iyo Farxad Galiyaha Taariikhda Aadanaha
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Sanadka Daabacaadda
1957 / 1958
Noocyada
روي أن النعمان بن الممنذذ كان له في السنة مشهوران وكان أحد اليومين يسمى يوم كرم والآخر يوم بؤس فكان لا يستقبله في يوم كرمه أحد إلا منحه وأعطاه وكان لا يستقبله في يوم بؤسه أحد إلا قتله وأنه استقبله رجل في يوم بؤسه فقال له أ ما علمت أي يوم هذا فقال الرجل بلى فقال ما حملك على الخروج فيه فقال التوقي من عار الخلف بعدة كانت قد حصلت علي فيها فقال اقتلوه فقال دعني أنجز وعدي وأجيئك فقال ومن يضمن لك فقال كاتبك فقال لكاتبه أتضمنه قال نعم قال إني أقتلك إن لم يرجع فقال للملك ذلك فخلى عنه فذهب الرجل وأسرع الإنصراف فقال له ما حملك على الرجوع وقد علمت إني أقتلك فقال صيانة الوفاء من هجنة الغدر والخلف ثم قال لكاتبه وما الذي حملك على الكفالة به وقد علمت أني كنت قاتلك لو لم يرجع فقال كرهت أن لا أجيره وقد استجارني فيقال ذهب الكرم فقال النعمان للرجل قد عفوت عنك لئلا يقال ذهب العفو
في الخير والشر والضار والنافع
الخير والشر يتقابلان تقابل الأشياء المتضادة وكذلك الضار والنافع وما كان هكذا فإنه يكفي في تعريفهما تعريف أحدهما وذلك أنه متى عرف أحدهما عرف الآخر به وذلك بأن يتصور ما يضاده ويقابله مثال ذلك أنا متى قلنا بأن الذي يؤدي إلى حسن الحال فإنه خير وما أعان فيه فإنه نافع وجب أن يكون الذي يؤدي إلى سوء الحال شرا وأن يكون المعين على سوء الحال ضارا مثال آخر أنا متى قلنا بأن الخير هو الذي يتشوق إليه الكل من ذوي العلم فإنه يجب أن يكون الشر هو الذي ينفر عنه الكل من ذوي العلم وأقول الخير والنافع قد يترادفان على المعنى الواحد وقد يتباينان وكذلك الشر والضار وذلك أنه قد يقال لكل نافع بأنه خير وليس يقال لكل خير بأنه نافع من قبل أن النافع هو ما يكون معينا على نيل شيء آخر فيكون نافعا فيه وما يراد لذاته ولا يراد لشيء آخر فإنه ليس يقال بأنه نافع تشريفا له ولأنه وراءه شيء آخر فيكون معينا على استدراكه وكذلك حال الشر والضار فيما قلناه
في أقسام الأشياء وفيه بيان الخير المطلق والشر المطلق وبيان ما ليس يخير ولا شر
قال الحكيم الأشياء كلهاثلثة أقسام خير وشر وما ليس بخير ولاشر على الإطلاق قال والخير المطلق هو ما نفع كل وقت كالحكمة والعفة البر قال والشر المطلق هو ما ضر كل وقت كالرعونة والشره والجور قال والثالث هو الذي ينفع أحيانا ويضر أحيانا فيكون خيرا إذا نفع وشرا إذا ضر ومثال ذلك الأشياء اللذيذة فإنها خير متى اكتسبتنا الصحة والقوة وأنا ببقاء الصحة وبثبات القوة نستفيد الخير الذي هو في الحقيقة خير فإن لم تكسبنا ذلك كانت سببا للمرض وللضعف فإنها تكون شرا والأشياء الموذية كالكي والقطع والرياضة والتعب خير متى كانت أسبابا إلى الخير فإن لم تكن كذلك كانت شرا والراحة متى كانت سببا لاستثابة القوة كانت خيرا فإن لم تكن كذلك كانت شرا قال أفلاطن التعب والكد والذلة والأوجاع والهموم في اكتساب الفضائل والعلوم خير من الراحة والسلوة العز والنعمة والسلامة في العطلة واليسار والرياسة والأصدقاء والأهل والأولاد خير متى كانت مفيدة صلاح الحال فإن لم تكن كذلك كانت شرا وإن كانت معينة على السعادة الدنيا غير أنها كانت عائقة عن السعادة القصوى فإنها تكون شرا لأنه قد صار مضرتها أعظم من منفعتها والفطنة والحفظ وخفة الحركة متى كانت سببا للخير خير بإن لم تكن كذلك كانت شرا وأقول الغلظ إنما يقع في هذا النوع فإن الجاهل بحد الضار يظن أنه نافع وبالرديء يظن أنه جيد قال أرسطوطيلس وذلك من قبل أن الرداءة تقلب الأشياء وتصيرها كاذبة قال وسببه أن يكون الطغيان في أكثر الناس من أجل اللذة والأذى فإنهما يفسدان الأعراض قال والفاضل هو الذي يرى الخير الذي هو بالحقيقة خيرا فأما الشرير فإنه يرى ما أدرك قلت يعني ما أدركه بحسه قال وذلك أنه ليس له بصر من التجربة وأيضا فإن هيئته ليست يصحيحة وقد قلنا بأن الفعل إنما يكون على قدر الهيئة الشكلية وعلى قدر الرأي فإن كانت الهيئة الشكلية فاضلة وكان الرأي سديدا فإن الفعل يكون فاضلا ونافعا وإن كان بخلاف ذلك كان الفعل ضارا وسمجا
في أقسام الخيرات
قالوا الخيرات ثلثة أقسام فقسم منها الخيرات التي تكون في البدن وقسم منها الخيرات التي تكون في النفس وقسم منها الخيرات التي تكون خارج البدن وخارج النفس وقال أرسطوطيلس الخيرات ثلثة أقسام هيآت وآلات وأفعال وأقول تريد بالهيآت الخيرات التي تكون للبدن وللنفس إذ كانت الخيرات التي تكون للبدن وللنفس إنما هي الأحوال التي تلزمها وهذه الأحوال هي الهيآت ويريد بالآلات الخيرات الخارجة من البدن ومن النفس وإنما سماها الآلات لأنها إنما تراد للفعل والإنفعال قلت وليس الإنفعال قسم من أقسام الفعل أدخله في الأفعال وأقول الذي تقتضيه هذه القسمة هو أن تكون الخيرات خمسة أقسام فقسم منها الخيرات التي تكون للبدن وقسم منها الخيرات التي تكون بالبدن من الأفعال والإنفعالات وقسم منها الخيرات التي تكون للنفس وقسم منها الخيرات التي تكون بالنفس من الأفعال والإنفعالات والقسم الخامس الخيرات التي هي خارجة البدن وخارجة النفس قالوا الخيرات منها عظيمة ومنها صغيرة والخيرات العظيمة هي التي تكون منها المنفعة العظيمة والإحسان إلى الآخرين كالرياسة والثروة والشجاعة والصغيرة ما كان بخلاف ذلك
في الخير الذي هو أولى بمعنى الخير
قال أرسطوطيلس الخير الذي هو أولى بمعنى الخير هو الذي يكون في النفس وذلك هو العقل والمعرفة فإنه الذي يراد لذاته لا من أجل شيء آخر قال وأما سائر الخيرات فإنما سميت خيرات بسبب هذا الهير إذا كانت أسبابا إليه فإن لم تكن كذلك لم تكن خيرا لكن شرا
القول في حد الخير
Bog aan la aqoon