قال: «لا أحد يعرف بعد.» وحدثت هي نفسها: الحمد لله، إنه يفهم ما تقصده، إنه يدرك، هل يدرك؟
الحمد لله، ربما.
قالت: «المفاتيح في الإبريق الأزرق.» - «أين؟ أي إبريق أزرق لعين؟» - «عند نهاية المنضدة، انكسر غطاؤه؛ لهذا استخدمناه لنرمي به الأشياء ...» - «اسكتي، اسكتي وإلا سوف أسكتك إلى الأبد.» حاول أن يدخل يده في الإبريق لكنها لم تدخل. صاح: «اللعنة، اللعنة، اللعنة.» وقلب الإبريق رأسا على عقب، وضرب به المنضدة بعنف بحيث تبعثرت منه مفاتيح السيارة، ومفاتيح البيت، وعملات مختلفة، ورزمة كوبونات كندية قديمة، بالإضافة إلى قطع من الفخار الأزرق أيضا.
قالت بضعف: «المفاتيح المربوطة بخيط أحمر.»
بعثر الأشياء للحظة قبل أن يلتقط المفاتيح الصحيحة. - «إذن ماذا ستقولين عن السيارة؟ ستقولين إنك بعتها لشخص غريب، أليس كذلك؟»
لم تفهم فحوى رسالته للحظة، لكن ما إن فهمت حتى مادت بها الغرفة. قالت: «أشكرك»، لكن فمها كان جافا إلى حد أنها لم تدر إن كان صوتها قد خرج أم لا. لكن لا بد أنه خرج؛ لأنه أجابها قائلا: «لم يحن أوان شكري بعد.»
وأردف: «لدي ذاكرة قوية، ذاكرة قوية طويلة. اجعلي صورة ذلك الغريب بعيدة الشبه عني. لن تحبي فكرة أن يذهبوا إلى المدافن لإخراج جثة قتيلتك. تذكري جيدا: إذا تفوهت بكلمة فسأخبرهم بما لدي.»
ظلت تنظر إلى الأسفل، لا تتحرك ولا تتكلم، تنظر فقط إلى الفوضى المبعثرة على الأرض.
رحل. أغلق الباب. لا تزال ساكنة. أرادت أن توصد الباب لكنها لم تستطع أن تتحرك. سمعت صوت المحرك يدور، ثم يتوقف. ماذا الآن؟ كان مندفعا، عجولا، كل شيء يفعله على نحو خاطئ، ثم مرة ثانية، يدور، يدور. سمعت صوت الإطارات على الحصى. اتجهت بخطى متعثرة نحو الهاتف، ووجدت أنه قال الحقيقة؛ كان معطلا.
كان هناك إلى جانب الهاتف واحدة من حقائب الكتب العديدة. تحتوي هذه الحقيبة على الكتب القديمة، كتب لم تفتح لسنوات، كان بها كتاب «البرج الشامخ» لألبرت سبيير، كتب ريتش.
Bog aan la aqoon