31

Farxad Xad-dhaaf ah

سعادة مفرطة

Noocyada

نظر لها جون نظرة مختلفة، نظرة مليئة بالعطف.

قال: «ليس هناك «نحن».» •••

كيف يمكن أن يحدث هذا؟ طرحت جويس هذا السؤال على جون، وعلى نفسها؛ ومن ثم على آخرين. مساعدة نجار ثقيلة الحركة وثقيلة الظل، ترتدي سروالا واسعا وقمصانا صوفية وكنزة سميكة باهتة منقطة بنشارة الخشب طوال الشتاء. ذات عقل يتهادى متثاقلا من كليشيه أو حماقة إلى أخرى، ويزعم أن كل خطوة من الرحلة هي قانون الأرض. شخصية كهذه تحجب جويس ذات الساقين الطويلتين، والخصر الرشيق، والجدائل الحريرية الطويلة لشعر داكن، ظرفها، وموسيقاها، وثاني أعلى معدل ذكاء.

تقول جويس: «سوف أخبرك ما أظنه حدث.» هذا فيما بعد حين طالت الأيام واشتعلت باقات زنابق الماء. حين ذهبت لتدريس الموسيقى ترتدي نظارات داكنة لتخفي عينين تورمتا من البكاء والشراب، وبدلا من أن تتجه إلى البيت بعد انتهاء عملها اتجهت إلى حديقة ولنجدون حيث أملت أن يأتي جون باحثا عنها؛ خوفا من أن تنتحر (فعل هذا بالفعل، لكن مرة واحدة فقط).

قالت: «أعتقد أن السبب أنها كانت تنتمي للشوارع. تنقش المومسات الوشم على أجسادهن لأسباب تتعلق بالمهنة. والرجال يثيرهم هذا. لا أعني الوشم - حسنا، ذلك أيضا يثيرهم بالطبع - أعني حقيقة أنها للبيع. كل تلك السهولة والخبرة. والآن تائبة. إنها مريم المجدلية اللعينة لعصرنا هذا، هذه هي المسألة. وهو طفل كبير جنسيا. كل هذا يثير اشمئزازك.»

لديها صديقات الآن تستطيع التحدث معهن هكذا. كلهن لديهن قصصهن الخاصة. بعضهن عرفتهن من قبل، لكن ليس كمعرفتها بهن الآن. يتجمعن ويشربن ويضحكن حتى يبكين. يقلن إنهن عاجزات عن تصديق هذا. الرجال. ماذا يفعلون. أمر مقزز وأحمق. لا يمكن تصديق هذا!

لهذا هو واقع.

في وسط هذا الكلام تشعر جويس أنها على ما يرام. على ما يرام حقا. تقول إن لحظات تمر عليها فعليا تشعر أثناءها بالامتنان لجون؛ لأنها تشعر بحيوية أكبر الآن لم تشعر بها طوال حياتها. شعور شنيع لكنه رائع. بداية جديدة. الحقيقة العارية. الحياة العارية. •••

لكن حين تستيقظ في الثالثة أو الرابعة صباحا، تتساءل أين هي. ليست في منزلهما. إيدي في ذلك المنزل الآن. إيدي وطفلتها وجون. هذا ما فضلته جويس نفسها؛ إذ اعتقدت أنه ربما يعيد جون إلى رشده. انتقلت للمعيشة في شقة في المدينة تخص مدرسا في إجازة طويلة لمدة عام. استيقظت في الليل على الأضواء الوردية المرتعشة من يافطة مطعم عبر الشارع تومض عبر نافذتها، منيرة متعلقات المدرس الغريبة المكسيكية؛ أصص صبار، عينا قط متدليتان، بطانيات مقلمة بلون دم جاف. كل تلك البصيرة السكرانة، تلك النشوة، تخرج منها مثل القيء. وبخلاف هذا، لم تصبها أعراض السكر قط. تستطيع أن تغرق في بحيرات من الكحول، على ما يبدو، وتستيقظ جافة مثل ورقة كرتون، وكأنها لم تشرب شيئا.

حياتها ضاعت. كارثة عادية.

Bog aan la aqoon