27

Farxad Xad-dhaaf ah

سعادة مفرطة

Noocyada

إنه يراه هراء.

التقى جون وجويس في مدرسة ثانوية حضرية في مدينة صناعية في أونتاريو. حصلت جويس على ثاني أعلى معدل ذكاء في فصلهما، وحصل جون على الأعلى في المدرسة، وعلى الأرجح في المدينة. كان من المتوقع لها أن تصبح عازفة ماهرة على الكمان - هذا قبل أن تتخلى عنها من أجل التشيلو - وكان مقدرا له أن يصبح عالما من النوع المهيب الذي يستعصي وصف عمله في العالم العادي.

تركا الدراسة في العام الأول من الالتحاق بالكلية وهربا معا. حصلا على وظيفتين، وسافرا بالحافلة عبر القارة وعاشا عاما على ساحل أرجون، وتصالحا، عن بعد، مع عائلتيهما اللتين اعتبرتاهما نورا انتشر في العالم. كان قد فات الوقت الذي يمكن تسميتهما فيه بالخنافس، لكن هكذا نعتتاهما عائلتاهما. لم يريا نفسيهما كذلك قط؛ فهما لم يتعاطيا المخدرات، وارتديا ملابسهما بأسلوب متحفظ رغم رثاثة مظهرهما قليلا، وأثبت جون ذلك بأن حلق ذقنه وجعل جويس تقص شعرها. تعبا من وظيفتيهما اللتين تدران دخلا متدنيا للغاية بعد فترة قليلة واستدانا من عائلتيهما المحبطتين حتى يصبحا مؤهلين لتحقيق معيشة أفضل. تعلم جون النجارة وأشغال الخشب، وحصلت جويس على درجة علمية تؤهلها لتدريس الموسيقى في المدارس.

كانت الوظيفة التي حصلت عليها في روف ريفر. اشتريا هذا المنزل المتداعي بسعر بخس جدا، واستقرا في مرحلة جديدة من حياتهما. زرعا حديقة، وتعرفا على جيرانهما؛ الذين كان بعضهم لا يزالون خنافس حقيقيين، يزرعون كميات صغيرة من الحشيش في الدغل ويصنعون عقودا من الخرز وأكياس أعشاب طبيعية للبيع.

أحب الجيران جون. كان لا يزال نحيفا ولديه عينان لامعتان، مغرور لكنه مستعد أن يصغي. وفي ذلك الحين كان معظم الناس قد بدءوا التعود على أجهزة الكمبيوتر، التي كان يفهمها واستطاع شرح طريقة عملها بصبر. كانت جويس أقل شعبية؛ فقد رأوا أنها تضفي على منهجها في تدريس الموسيقى أسلوبا رسميا.

طبخ جويس وجون عشاءهما معا واحتسيا بعضا من نبيذهما البيتي (كانت طريقة جون في صنع النبيذ دقيقة وناجحة). تحدثت جويس عن إحباطات يومها ونوادره. لم يتحدث جون كثيرا؛ وكان أحد الأسباب هو انهماكه في الطبخ. لكن حين كانا يأكلان معا أخيرا، ربما كان يحكي لها عن زبون زاره، أو عن مساعدته إيدي. قد يضحكان على شيء ما قالته إيدي. لكن ليس باستخفاف؛ اعتقدت جويس في بعض الأحيان أن إيدي مثل حيوان منزلي أليف؛ أو مثل طفل. مع أنها لو كانت طفلة، طفلتهما، وكانت على حالها هذا، فربما أصابتهما حيرة وقلق بالغان يمنعهما من الضحك.

لماذا؟ أي حال؟ لم تكن غبية. قال جون إنها لم تكن عبقرية فيما يتعلق بأشغال الخشب، لكنها تتعلم وتتذكر ما تتعلمه. والأمر الهام أنها ليست ثرثارة. كان هذا أكثر ما خشيه حين ثارت مسألة تعيين مساعد. دشنت البلدة برنامجا حكوميا؛ كان سيتلقى مبلغا معينا لتعليم الشخص، وأيا كان هذا الشخص فالمبلغ يكفي لتغطية تكاليف معيشته أثناء تعلمه. لم يكن راغبا في ذلك في البداية، لكن جويس أقنعته. كانت مقتنعة أن عليهما التزاما نحو المجتمع.

ربما لم تكن إيدي تتحدث كثيرا، لكن حين كانت تتحدث، كان حديثها قويا.

قالت لهما في مقابلتها الأولى معهما: «لقد امتنعت عن تناول كل المخدرات والكحوليات. إني أنتمي إلى برنامج زمالة المدمنين المجهولين، وأنا مدمنة كحول أتماثل للشفاء. لا نقول أبدا إننا شفينا؛ لأننا لن نشفى أبدا. لا نشفى ما دمنا على قيد الحياة. لدي ابنة في التاسعة من عمرها وولدت بدون أب، لهذا هي مسئوليتي الكلية، وأنوي أن أربيها تربية جيدة. طموحي أن أتعلم أشغال الخشب حتى أستطيع أن أعول نفسي وابنتي.»

بينما كانت تلقي هذه الكلمة جلست تحدق بهما، واحدا بعد الآخر، عبر طاولة مطبخهما. كانت شابة قصيرة قوية، لم تبد كبيرة في السن بما يكفي أو مدمرة بما يكفي لأن تحمل سيرة من الفجور. كتفان عريضان، شعر غزير يغطي جبينها، ذيل حصان محكوم، لا احتمال أن تبتسم.

Bog aan la aqoon