Sabra Bani Yasir
صبرا آل ياسر
Daabacaha
مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Goobta Daabacaadda
القاهرة
Noocyada
إن مقتضى هذه الحقائق يؤكد على أن جهد أبناء الدعوة ينبغي أن يتجه أولًا وقبل أي شيء، نحو الله ﷾ لاستجلاب رضاه ومعيته وكفايته.
نعم، لا بد من بذل الجهد في دعوة الناس وإيقاظهم، وإقامة المشروع الإسلامي ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ [الحج: ٧٨]، ولكن تبقى الحقيقة بأن الأمر كله لله ﴿وَللهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [هود: ١٢٣].
لا تحزن إن الله معنا:
ولك أن تتصور رسول الله ﷺ وهو مهاجر مع صاحبه أبي بكر ﵁، وإذ بكل قوى الباطل تتبعهم، حتى يصل المشركون إلى فم الغار، فيخاف أبو بكر خوفًا شديدًا على رسول الله ﷺ، وعلى الدعوة، ويقول لرسول الله ﷺ: يا نبي الله لو أن أحدهم طأطأ بصره رآنا .. إن قُتلتُ فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلتَ أنت هلكت الأمة، ليفاجأ بأن الرسول ﷺ لم يتأثر بهذه المخاوف، بل كان هادئ النفس، رابط الجأش، على ثقة مطلقة بالله ﷿، وبدا ذلك واضحًا من إجابته على ما أثاره أبو بكر من مخاوف: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ... لا تحزن إن الله معنا .. (١).
نعم، أخي الحبيب، لا ينبغي علينا أن نحزن إن كان الله معنا ﴿وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا﴾ [النساء: ٤٥].
_________
(١) الرحيق المختوم.
1 / 6