والكبرياء قد رقصت أمامكم متعفرة بغبار خيبتها مذبوحة بآلامها،
وتعطشي لمحبتكم قد ثار ثائره على السطوح،
ولكن محبتي كانت تسألكم صفحا وهي راكعة صامتة.
ولكن إليكم المعجزة يا قوم:
إن تستري قد فتح عيونكم، وبغضي قد أيقظ قلوبكم.
والآن أنتم تحبونني!
إنكم لا تحبون سوى السيوف التي تطعن قلوبكم، والسهام التي تخرق صدوركم،
لأنكم لا تتعزون إلا بجراحكم، ولا تسكرون إلا بخمرة دمائكم.
وكما يتجمع الفراش حول اللهيب، ساعيا وراء حتفه، تجتمعون أنتم كل يوم في حديقتي، وبوجوه مرتفعة، وعيون شاخصة، تراقبونني وأنا أمزق نسيج أيامكم؛ فتتهامسون فيما بينكم قائلين: «إنه يبصر بنور الله، ويتكلم كأنبياء المتقدمين؛ فيحسر القناع عن نفوسنا، ويحطم أقفال قلوبنا. وكما يعرف النسر مسالك الثعالب، يعرف هو أيضا طرقنا ومسالكنا.»
بلى، فإني بالحقيقة أعرف طرقكم، ولكن كما يعرف النسر طرق فراخه، وإنني - بمسرة قلب - قد كشفت لكم سري، ولكنني لحاجة بي إلى قربكم أتظاهر بالجفاء، وخوفا مني على دنو قضاء محبتكم أقوم على حراسة سدود محبتي.»
Bog aan la aqoon