ثم وضع إناء الخمر على شفتيه وأتى على آخر نقطة فيه.
أما الشعراء الثلاثة رفقاؤه، فكانوا ينظرون إليه بدهشة، فاتحين أشداقهم، وفي عيونهم غلة لا تروى لهبتها وبغضة لا تخمد حدتها.
دوارة الريح
قالت دوارة الريح للريح: «قبحك الله، ما أثقلك وما أملك! أليس في وسعك أن تهبي في وجه غير وجهي؟ ألا تعلمين أنك بعملك هذا إنما تعكرين صفو ثباتي الذي أعطانيه الله؟»
فلم تجب الريح بكلمة قط، ولكنها ضحكت في الفضاء.
ملك أردوسة
مثل شيوخ مدينة «أردوسة» مرة في حضرة الملك، والتمسوا منه أمرا يقضي بمنع المسكرات في مدينتهم.
فلم يجب الملك سؤلهم، بل ولاهم ظهره وتركهم ومضى، ضاحكا منهم في سره.
فانصرف الشيوخ من حضرته قانطين.
ولما بلغوا باب القصر رأوا وزير الملك، وكان هذا الوزير داهية؛ فلحظ اضطرابهم وعرف قصتهم.
Bog aan la aqoon