قال سبحانه: ?الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم?[البقرة: 255]، ?هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم?[الحديد: 3]، ?وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين?[الأنعام: 59]، ?وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى?[طه: 7]، ?والله على كل شيء قدير?[البقرة: 284]، ?أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم?[يس: 81]، ?عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال?[الرعد: 9]، ?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير? [الشورى: 11]، ?وهو معكم أينما كنتم?[الحديد: 4] ?يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد?[فاطر: 15]، ?ومن كفر فإن الله غني عن العالمين?[آل عمران: 97]، ?ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء?[محمد: 38]، ?يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون?[فاطر: 3]، ?قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين?[إبراهيم: 10] وذلك متكرر في آيات الكتاب الكريم.
والله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، إذ لو كان يرى في حال لوجب رؤيته الآن لزوال الموانع، وهو يقول: ?لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير?[الأنعام: 103]، ويقول سبحانه لموسى عليه السلام: ?لن تراني?[الأعراف: 143]، فإنه نفى الرؤية نفيا مؤكدا ب(( لن )) المقتضية للاستمرار والتأبيد، وقيد ذلك بمحال وهو استقرار الجبل حال دكه.
وهذا السؤال إنما كان من قومه على لسانه صلى الله عليه وآله وسلم، لعصمة الأنبياء عن طلب ذلك، ثم تاب إلى الله من مساعدتهم، وقد وصف الله سؤالهم بأنه أكبر من الكبيرة في قوله تعالى: ?فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة?[النساء: 153].
Bogga 12